الجمعة، 26 يوليو 2013

خيانة

مساء الخير يا رفيق، أحزنني اغتيالك المُروَّع على يدي جارية وضيعة من جواري المدرجات، ألم أقل لك لا تنخدع بجواري المدرجات؟، إنهن رخيصات كالخرز وتافهات كالتراب ولامعات كالتبر ووضيعات ليس لهن في الوضاعة مثيل. لكن ما حدث قد حدث، وقدر الله وما شاء فعل، إلى آخر هذه العبارات التي لا تُغني ولا تُثري؛ أما بعد.

أذكر حين سألتك عن لقائكم الأول؛ فأجبت بأنك تُفضّل الاحتفاظ بسرك كي يبقى قويَّاً نديَّاً، يومها قررت أن أتركك للتجربة تستنزفك حتى النهاية، كان يجب لتلك البراءة المطلقة أن تُستنزف للنهاية، وهذا الصمت والاستغراق في الأفكار الجميلة عن فتاة هادئة وديعة لا تكذب أبداً، وهذا التسامح مع جواري الشرق اللاتي لا يفهمن سوى لغة الكرباج، كان يجب أن تمر بتجربة عنيفة تعصرك عصراً فتسَّاقط منك خطايا الماضي، وتُنقَّى من سذاجتك.

أخدعتك؟، أأطلقت عليك أكاذيبها الكثيرة فالتف حول عنقك الضعيف فاختنقت يا صغيري؟، أأوجعتك الخطايا وصُدمت بحسن ظنك؟، لا تقلق، فسيحدث لك هذا كثيراً، كما وأنك ستسبب هذا الشعور لآخرين أيضاً، فلسنا ملائكة ولست أنت ملاكاً وهي ليست شيطاناً؛ لكنها نسبية الأخلاق.

في البداية؛ لا أريد منك، ولا أتوقع منك، أن تولول كالحريم وتندب كالولايا، بل كُن كما عهدتك رجلاً؛ واقتلها، الحياة صعبة يا صغيري ولا تترك للضعفاء مكاناً إلا على قارعة الطريق يتسولون الحب ويستجدون المشاعر، سنتفق على خطة القتل لاحقاً فلا تقلق. لكن الآن يجب أن تتذكر قواعد المعركة وأساسيات الخلاص النهائي، لا تجعل الأمور تنتهي ما لم تحسمها لصالحك، لا تواجهها بحقارتها وتبكي كالأطفال، الرجال الحقيقيون لا يبكون كالأطفال، انتظر حتى تجذبها إلى الهاوية، إلى المنحدر.

تعامل كصعيدي حقيقي، نحن لا نضرب النساء يا صديقي؛ بل نقتلهن مباشرةً، نحنُ لا نرفع أيدينا على النساء، بل نتسبب لهن في الوجع الحقيقي ونستمتع بصرخاتهن المدوية من فرط الألم جزاءاً وفاقا. اقرأ عنهن في كتب علم النفس يا أحمد، علم نفس الجواري، لقد أرادت الوضيعة أن تستغل مستواك الاجتماعي ورُقيَّك ووسامتك، فتسلقت على كتفيك كى تُرى بين أحضان أرقى طلاب القسم، أنت لا تُدرك أنك أرقى طلاب القسم رغم أن الجميع يعلمون هذا، انظر حولك وابتسم يا ابن العائلات، الجميع هناك متهالكون ضعفاء، وهي أرادت لها زوجاً وسيماً ثرياً على عادة جواري هذا الوطن؛ فاختارتك وألقت أكاذيبها الكثيرة من حولك، استغلت براءة وجهها وضعفك الغريب أمام الوجوه البريئة فأغرتك واستنزفتك.

أنت الآن تعلم خطتها، وكشف تكتيكات الخصم نصف الانتصار، هي تريد زوجاً ثرياً وسيماً محترماً كي تستمد منه احتراماً تفتقده في قلبها لذاتها، إذاً فليكن، اجعلها تهلك في مسعاها وتختنق في رغباتها، قد وجدتك سهلاً فكُن ممتنعاً، لحوم الأذكياء مسمومة وانت فائق الذكاء وكلانا يعلم هذا، اجعلها تدور تدور في حلقات مفرغة من حولك، سنتناول خطوات الاستنزاف البطيء في وقتها، لكني أعدك بشرفي وشرفك أنها لن تستمتع بالعامين القادمين من حياتها.

الآن اهدأ وتعامل بطبيعتك ولا تقفل الطريق، الفراغ القاتل ضار بالصحة فاستمتع بهذه التسلية التي هبطت عليك من السماء، لديك الآن مبرر منطقي وأخلاقي كي تتسلى بمشاعرها دونما أي احساس بالذنب، أمامك مشاعر فتاة واثقة من نفسها بشكل مفرط وتتعامل معك كأنها امتلكت وتثق في اخلاصك بشكل تام، ولديك مشاعر غضب وانتقام يكفيان لقصف سور الصين، اقصفها بهدوء، تجربة موفقة يا صديقي؛ استمتع.


تحديث بتاريخ 4-9-2013 : لقد تحقق العدل، أي خدمة يا رفيق، احترس في المرات القادمة.

هناك تعليق واحد:

تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.