الأربعاء، 9 يناير 2013

ما وراء هيام


قررت أن أسترخى على السرير ساعتين قبل أن أكمل مراجعة مادة الكيمياء التحليلية ، عندما استيقظت وجدت تويتر مشتعلاً ، كل التويتات متجهة ناحية هاشتاج واحد ؛ #هيام ؛ سبحان الله ما هذا الذى أرى ، أهو تويتر أم موقع من المشترى ، ما بال النشطاء وأنصاف النشطاء يتكأكأون على هاشتاج تافه بهذا الشكل ؟!

هاشتاج #هيام الذى جذب الآلاف


إذاً فلنرى ، هيام هى الوريثة الشرعية لـ هبة ، و"هبة" يا سيّدى الذى لا يقرأ التاريخ هى صاحبة المكالمة الجنسية الأشهر فى التاريخ (لسماع المكالمة +18 اضغط هــنــا | تحليل إسلام الرفاعى للمكالمة إضغط هــنــا) ، ولن أسمح لك إطلاقاً أن تقلل من شأن هبة ، هبة ؛ يا سلام على هبة ، هو كان فيه زيها فى الحنان والدلع ، الشعب المصرى بأكمله تعلم الدلع على يد هبة والكائن متعدد الخلايا الذى كان معها .

نعود إلى موضوعنا ؛ قصة هيام بإختصار هى فتاة "شمال" كما وصفها البعض قامت بعمل تسجيل على "الأنسر ماشين ـ جهاز الرد الآلى" لرقم هاتفها ، تطلب من كل متصل أن يحول لها رصيد مقابل "جنس على التليفون أو مقابلة شخصية" ، هى داعرة من النوع الذى استشرى كثيراً فى الفترة الأخيرة ، جذبتها سهولة المهنة ووفرة العائد ، فقط عليها أن تغرى قليلاً من هؤلاء الذين لا يجدون للجنس طريقاً شرعياً أو غير شرعى ، مكالمة على الهاتف تلهب خيالاتهم ، هيام ليست هى الأولى فى هذا المجال ولن تكون الأخيرة أبداً طالما نلقى بكل محاولات الإصلاح الإجتماعى إلى المجهول ، مثل مبادرة (لنتوقف عن التحرش ونبدأ ممارسة الجنس ـ أحمد سمير) التى أخذت ضجتها المؤقته على مواقع التواصل ثم ذابت كما تذوب أى فكرة فى الوطن .

وعلى كل حال فإن فكرة الدعارة عبر الهاتف ليس جديدة إطلاقاً ، راجع فيلم عودة الندلة وسترى الداعرة التى أقعدها المرض فلجأت إلى الإباحة عبر الهاتف ، لكن وقتها كانت التعبيرات بسيطة ، لابسه إيه دلوقتى ؟ لابسة قميص أحمر .. لكن هيام انطلقت بكامل طاقتها لتعلن تفاصيل خفية وأسرار عسكرية ، ولا تكتفى حتى تعطيك عينه من البضاعة التى ستستلمها إن شاء الله بعد تحويل الرصيد للطاهرة ، وبمناسبة الطهارة فإن هيام تعدك بـ "شرف المهنة" أنه لن يكون هناك أى نصب عليك ، وتقسم بالله العظيم أنها جادة جداً ، ولو قدرتها هتقدرك ، لا أدرى لماذا ارتبط القسم بالله العظيم من هيام فى عقلى بوعود الإخوان ، وعود الدعارة التى لن يتم تنفيذها ، ومن يثق فيها هو شخص مكبوت يتعلق بأى شـ** تلوح له بجسدها .

تصور مبدئى للفتاة التى هزت عرش تويتر

هنا يأتى دورى كـ كاتب مبتدئ مالوش فيها يتقمص شخصية المحلل النفسى ، لأسرد رأيى المتواضع حول السبب الذى يجعل هيام تثق أن مجرد القسم بالله فى مكالمة إباحية ستجعل الشباب الهائج يثق فيها ..

1 ـ لأن المهتاج جنسياً متدنى الوعى (الفئة المستهدفة) على إستعداد تام أن يثق فى أيّاً كان يشير له بقطعة لحم عارية أو صوت قطعة لحم تتعرى .

2 ـ القسم بالله له هيبة لم تستطع كل الأكاذيب المنتشرة فى الوطن أن تمحوها ، تترسخ لدينا فكرة أن من يقسم فهو صادق رغم أن الأكثر كذباً هم الأكثر أَيمَاناً ، هذا ليس شعب متدين كما تظن بل هو نوع من السذاجة .

3 ـ ببساطة لا توجد طريقة تأكيد أخرى ، على الهاتف لك الخيار إما أن تثق أو لا تثق ، والداعرة فى النهاية لا تملك إلا سمعتها فى الوَسَط .

لكن هل تشعر الطاهرة بالراحة فى أعماق قلبها عندما تقسم بالله العلى العظيم وسط مكالمة إباحية ؟
كيف يكون هذا ؟

إنها مرحلة متأخرة من التفسخ الأخلاقى ، مرحلة متقدمة من التجارة بالدين ، مرحلة ثالثة تنسيق دعارة مدينة نصر ، هيام التى شهرتها الصدفة البحتة لتجعلها أجمد من غسان مطر تهمس فى آذاننا بمجموعة من الرسائل ؛ أولها أن الثورة يتيمة !

الثورة يتيمة يا سادة إلا من هؤلاء الذين يعتصمون ويتظاهرون ويخرجون فى المسيرات حاملين أعلاماً قد تصبح أكفانهم فى أى وقت ،  أما نشطاء تويتر فهم ليسوا أبناء الثورة وإنما أبناء الهاشتاج الأكثر إنتشاراً ، كان يجذبهم هاشتاج #يسقط_حكم_العسكر وغرّدوا تحت #حقوق_الشهداء ، ثم فضحتهم هيام وأزاحت ثوريتهم المزيفة ، هم فقط يعشقون الظيطة ويهدفون إلى جذب الفوللورز (بالمناسبة لا تنسى فوللو مى) .

تويترى

الرسالة الثانية من الطاهرة الشريفة ؛ أنكم جميعاً رأسماليين متعفنين ، صحيح أنى أصنف نفسى كرأسمالى ، لكن هناك فرق بين الرأسمالى الأخلاقى والرأسمالى اللاأخلاقى المتعفن ، تماماً مثل الفرق بين الفينو والفينو البايت ، هيام تبيع جسدها بطريقة ما مقابل أموال بطريقة ما ، صحيح أنه بيع إفتراضى (آآه آآى) مقابل أموال إفتراضية (كروت شحن) ، لكنه يبقى بيع للجسد مقابل مال ، لا أدعو للشفقة عليها لأن هناك آلاف المحتاجات الشريفات اللاتى لا يبعن أجسادهن ، لكن أدعوكم أن تفكروا قليلاً فى الظروف التى قد تؤدى إلى هذة الحالة ، حتى يتحقق مبدأ التماسك المجتمعى ولا نصل لحالة الأخلاق الهُلامية ، أو الأخلاق الهيامية بالأحرى .

المعنى الثالث الذى نستفيده من معلمة الأجيال ؛ أن الفضيحة لا تطال المحترفات أبداً ، من فيكم يعرف شخصية هيام الحقيقية ؟ .. لا أحد ، فقط هو حساب مزيف باسمها على تويتر ، بينما يقوم أنصاف الرجال بفضح فتيات على مواقع التواصل الإجتماعى لا ذنب لهن إلا وضع صور شخصية حقيقية ، تدعو هيام إلى التحلل المجتمعى علانية ولا يعلم أحد من هى على وجه التحديد ، وربما هى تقرأ الآن وتبتسم وتخرج إلى الشارع بكل ثقة وهدوء وستتزوج وتنجب أبناءاً وبنات ينشرون الفكر الهيامى ، بينما كثيرات قد فقدن حياتهن فى الصعيد جزاءاً لمحاولات يائسة تهدف إلى التحرر ، ويطول تشويه السمعة المذيعات والصحفيات ، وتعيش هيام حياتها بهدوء .

هيام أضحكتنا ، لكن لا يجب أن نفوت الموقف دون أن نتعلم منه ، دمتم بخير ..

عمر أبوالنصر
10/1/2013
5.10 AM

هناك تعليق واحد:

  1. احلى حاجة فى الموضوع تشبيهك لقسم هيام بوعود الاخوان بجد جامدة يا مان برافو عليك وانت بجد كاتب ليك مستقبل رائع

    ردحذف

تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.