الخميس، 6 ديسمبر 2012

كَوكَب التدوِين





المدونة هى الترجمة الأقرب والأكثر تداولاً للمصطلح الإنجليزى Blog وهى ببساطة موقع أو صفحة على شبكة الإنترنت تخص شخص معين "مدونة شخصية" يُدخل إليها معلومات "مقالات أو صور أو مجموعة كلمات أو أى شئ" فتظهر فى شكل متسلسل ، ويمكنك إنشاء مدوّنة مجانية عن طريق العديد من المواقع الإليكترونية التى تقدم هذة الخدمة ، مدونتى هذة مثلاً تم إنشاؤها عن طريق موقع بلوجر ـ Blogger  ويمكنك أيضاً إنشاء مدوّنة عبر موقع وورد برس ـ WordPress ، وبدأت المدوّنات عملياً فى الوطن العربى بعد عام 2002 ، وهناك الكثير من المدوّنات الشخصية لمشاهير وأشخاص عاديين تحظى بصيت هائل ويرتادها عشرات الآلاف من زوار الإنترنت ، وفى هذا الإطار يمكن أن أتحدث عن بعض المدونات التى أتابعها بإنتظام ..

بروميثيوس : مدوّن سعودى ؛ أول من تعرفت به فى عالم التدوين عن طريق رائعته "خواطر وأفكار" ، يدون بإنتظام منذ سنوات طويلة وبدأت أتابعه بإنتظام مفرط منذ حوالى 6 أشهر ، له مدونة أخرى هى "لوحات عالمية" يكتب فيها بأسلوب فنى لا يقل روعة عن اللوحات التى يعرضها ويسرد تاريخها ويحاول مُبسّطاً عرض محتواها الفنى ، بروميثيوس هذا ليس اسمه بالتأكيد ولكنه لا يُعرف إلا بهذا الاسم ، تدهشنى ثقافته الموسوعية وأسلوبه الهادئ فى الكتابه وميوله الراقية تجاه الموسيقى والفن ، يكتب تقريباً تدوينة كل أسبوعين وفى الفترة الأخيرة اقتصرت كتاباته على المجال الفنى ، يبتعد بشكل مثير عن السياسة إلا فيما ندر ، ينتقد واقع المجتمع السعودى والتشدد الدينى بأسلوب راقى لا يميل إلى التصادم ، بروميثيوس رائع ، بروميثيوس مثقف ، بروميثيوس موهوب ؛ بروميثيوس هو اسم ناتج من أسطورة يونانية قديمة عن "الإله سارق النار" الذى ضحى بنفسه وسرق النار لكى يمنحها لبنى البشر النار يستعينوا بها ضد الآلهة التى سلبت منهم كل شئ ، فعاقبه أبوللو إله الشمس بأن جعله معلقاً بين جبلين  تأكل الطير من كبده ، الاسم الأسطورى يليق بالكاتب الموهوب ، وإن كنت أظن أن الكاتب أضاف للاسم كثيراً ومنحه البهاء والرونق ، ومن مدونتى أمد يداً إليكترونية أشد بها على يد المدون الرفيق بروميثيوس وأدعوه للمزيد من الإبداع .

مدونة بروميثيوس كما بدت لى اليوم 


سعيد إبراهيم : قليلون هم هؤلاء الذين كلما حدث أمر جديد فى الوطن تبحث عنهم لكى تقرأ ما كتبوه حول الحدث ، ومن هؤلاء الندرة يبرز اسم سعيد إبراهيم ، مدون مصرى رائع يكتب بإنتظام عن الأحداث الجارية فى الوطن ويعبر عن آرائه السياسية التى كثيراً ما أختلف معها ، لكن لا يسعنى إلا أن أنحنى أمام أسلوبه المنساب وتعبيراته المتدفقه وكلماته التى تصل إلى ما هو أبعد ، ومن الإسكندرية تطل علينا مدونة سعيد إبراهيم ، وتعبر عن ثقافة واسعة وإطلاع عالى المجال بالأحداث المحيطة فى الوطن وفى العالم ، وبرأيي المتواضع ؛ يملك هذا المدوّن حساً صحفياً وأسلوباً يفوق كثيراً من الذين يسميهم الإعلام "صحفيين كبار" .

سعيد إبراهيم


محمد قناوى : كاتب قليل الإنتاج عميق الفكر ، له مدونة "البراجماتى" تعتبر متخصصة فى الفلسفة ويشرح فيها الفكر البراجماتى "أى الفلسفة النفعية" ، ورغم أن كتاباته المنشورة قليلة إلا أن صداقتنا كفلت لى قراءة كل أعماله تقريباً بشكل حصرى ، حيث أطلب منه أن يمنحنى شرف كَونى أول قارئيه ، وتعتبر كل تدوينة تصدر منه قطعة فنية بحد ذاتها لا تفنى ولا يمكن صناعة مثيل لها ، وتكمن براعة كل تدوينة فى الكم الهائل من الفكر الذى يتحرك مع كل جملة ، نادراً ما يكتب حول الأحداث الجارية وتتمحور موضوعاته فى الفلسفة والتاريخ تقريباً ، وأيضاً من مدونتى أبعث حضناً إليكترونياً إلى هذا الكاتب الرائع والصديق الأكثر روعةً .

محمد قناوى يجترح المعجزات


أحمد حلمى : الوافد الجديد إلى عالم التدوين ؛ بدأ الكتابة بإنتظام منذ فترة قريبة ، يصدر مقالة كل جمعة ويتطور أسلوبه فى كل مرة جديدة ، قرأت له حينما كان ينشر أعماله على الفيسبوك قبل أن يجمعها فى مدونة تحمل اسمه ، كاتب مقالات بدرجة شاعر ، تحس فى كلماته بالنغمة الشِعريَّة العميقة ، يعالج الأحداث الجارية من وجهة نظره التى تصطبغ بفلسفته الخاصة .

أحمد حلمى


تصدّعت المرآه : عالمى الخاص ؛ بحق أنا أعتبر هذة المدوّنة عالمى الخاص ، فتاة يمنية تدرس فى الولايات المتحدة ولها مدونة أخرى باللغة الإنجليزية وتكتب تدوينات على فترات متباعدة تعالج موضوعات تتعلق بالواقع العربى وأحياناً الواقع الأمريكى وارتباطه بالواقع العربى ، تكتب عن مدونتها قائلة : "بدأت تصدعت المرآة في 2007 بوصفها مشروع تعلًّم، محاولة للفهم بعد أن أمضيت زمناً طويلاً من حياتي بين فكي الكماشة: الدجل الذي يُدرِسونَه في مراحل التعليم المُختلفة والفاشية الثقافية التي تهبُ الخرافات هيبة تُبقيها." .. وتتميز تدويناتها المتباعدة بالطول والإمتلاء بالتفاصيل ، حتى لأنّى أقرأ نفس التدوينة أحياناً أكثر من مرّة لأستكشف فيها أشياء جديدة ، تُذهلنى قدرتها الرائقة والرائعة على نقد الأعمال الفنيّة مثل نقدها للمسلسلات العربية (إضغط هـنا) بتفصيل شيق يكشف عن عين ثاقبة وروح متوهجة ، إنّها فى وجهة نظرى تعبر عن الفتاة العربية فى وهج التحضر .

مدوّنة تصدعت المرآة كما بدت لى اليوم
ويمكنك أيضاً إستكشاف مدوّنات أسامة درة و حمزة البحيصى ومحمد الشيخ يوسف والمدوَّنة اللبنانية "دونكيشوتات" لتُدرك حجم الإبداع الذى يتدفق فى حيز التدوين العربى ،،
وبالطبع يمكن أن تُصبح واحداً من هؤلاء ، ومجرد وجود مدوّنة تحرض على الإبداع يعد دافعاً مهماً من دوافع التقدم الأدبى أو حتى العلمى إن شئت أن تخصص مدونتك للأغراض العلمية ، وشخصيّا أفضل أن تنشئ مدونتك الخاصة بنفسك عن طريق أحد موقعى بلوجر ووردبرس السابق ذكرهما وتتبع منهج التعلُّم الذاتى ، وليس من الضرورى أن تكون محترفاً لتصميم المواقع أو الجرافيكس ، إنشاء المدونات بسيط جداً ولا يحتاج لخبرة ، لكن إن كنت تريد بعض الأساسيات الجاهزة يمكنك الإطلاع على دروس إنشاء مدوّنة على بلوجر فى مدوّنة دماغى (إضغط هـنـا) ..
قدّم لرواد مدونتك المحتوى الذى يُعبّر عنك ، ويمكنك دوماً متابعة مدى التفاعل مع أعمالك ، بالتوفيق أيُّها المدوّن ..

تواصل مع الكاتب إضغط هــنــا



هناك تعليقان (2):

  1. أتابعك منذ فترة قصيرة وقد أعجبتني جدا تدويناتك، كنتُ أظنك هو صاحب مدونة بروميثيوس إضافة لهذه المدونة، لا أدري مالذي دعاني لذلك. عن التدوين خبرتي به حديثة، اخترت التدوين التقني في محاولة مني لمنح القارئ العربي فرصة الاستفادة من التقنية بلغته الأم. مازلت أتلمس خطواتي وأبحث عن الطريق، أظن انه مع الوقت ستصبح الرؤية أوضح لي عما يجب أن أكتب عنه.

    شكرا أن منحتنا كل هذا البهاء

    ردحذف
  2. عفواً صديقى أسعدنى مرورك بشدة وتشرفنى متابعتك لى :)

    ردحذف

تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.