الثلاثاء، 21 مايو 2013

وأشياء أُخرى كثيرة

1
Those who followed tinker bell

لأسبوع متواصل وعلى مدار عدة "جلسات" شاهدت فيلم الأنيماشن الرائع "Tinker Bell" ؛ متحسراً على أيام الطفولة الضائعة التي لم تُتح لي فيها فرصة مشاهدة مثل هذه الأعمال المتقدمة تقنياً وفكرياً ، تذكرت كيف كاد بكار المثالي المشوّه أن يقضي على طفولة جيل بأكمله ، ولم ينقذنا من سماجته ومثاليته إلا شخصية حسونة في نفس العَمَل ؛ وهو النقيض الذي أراد صانعو المسلسل أن يضعوه لشخصية صديق رشيدة المُطيع الهادئ الذكي المُمل فاختاروا حسونة الطفولي الطبيعي فلاقى الأخير قبولاً بين الأطفال واتجهوا لتقليده فيما أصابهم بكار بالاكتئاب والحقد ، ما علينا .

ترتكز فكرة فيلم تينكر بِل على إقناع المتلقي بأن الخيال حقيقة والحقيقة وهم ، وأن كل ما تلقاه من علوم أولية في المدارس هو ضرب من الجنون بينما الحكايات التي اعتاد سماعها قبل النوم هي الحقيقة بنفسها ، تينكر بِل هو اسم بطلة الفيلم ، وترجمة الاسم في النسخة المُدبلجة للعربية "تنة و رنّة" ، وهي حورية صغيرة من تلك الحوريات التي لا يزيد حجمها عن حجم الفراشة ، وتعيش في مستعمرة الحوريات التي لا يعلم عنها البشر شيئاً ، ويُقسمون المسئوليات بين أنفسهم ، فهناك حوريات مسئولات عن استنزال المطر ، وفريق آخر مسئول عن النباتات والزهور وألوانها ، بل أن هناك فريق من الحوريات مسئول عن تلوين الفراشات ومنح حشرات الحقول ألوانها الجميلة عن طريق دهانها بالفرشاة ، تينكر حورية من الفريق الأخير ؛ مسئولة عن تلوين الفراشات وموهوبة في الأعمال الميكانيكية بشكل استثنائي مما يوقعها في كثير من المشاكل تؤدي بها في النهاية إلى مواجهة خطر الوقوع في أسر البشر .

تتعرف تينكر الصغيرة على طفلة جميلة ابنة لأحد علماء البيولوجي ، والدها مُهتم بجمع الحشرات وتصنيفها وكتابة "الحقائق" العلمية عنها واستنباط الجديد ، ويأمل في ابنته الموهوبة أن تكون مثله يوماً ما ، يُصاب بخيبة الأمل عندما يجدها تتحدث عن الحوريات وترسم في دفتر استكشافاتها هذه الكائنات الأسطورية ، يوبخها الأب المستكشف قائلاً أن دفتر الاستكشافات هو للحقائق لا للأساطير ، لكن عبر التطور الدرامي للأحداث يقتنع الأب في النهاية أن كل ما تعلمه من صغره عن البيولوجيا والنبات وهم كبير ، وأن الحوريات هن الحقيقيات ، ويتعرف على تينكر ورفاقها ، وينتهي الفيلم بمشهد الأب يحكي لابنته عن الحوريات بينما تجلس تينكر وأصدقائها مستمعين إليه ، لقد تحوّل الرجل من عالم بيولوجي إلى أحد أتباع تينكر بِل .

وعلى مذهب تينكر؛ لا يجب عليك شيء ، يمكنك أن تقول بسطحية الأرض ولا إثم عليك ، يمكنك أن تتحدث عن الأطباق الطائرة أو حوريات البحر أو الملائكة . تصديق ما لا يمكن تصديقه هو الأكثر راحةً وإشباعاً لدوافعنا الطفوليه ، ألا تفكر ـ مثلي ـ في أن تكون أحد أتباع تينكر بِل ؟




2
Memory shots

أُعاني ـ من بين ما .. ـ من حالة أسميتها Memory Shots ـ خَطَفات الذاكرة ، هجمات بَصَرية لثانية أو أقل ، ذكرى جميلة أو سيئة تتحرك صورتها باتجاهي ثم تضربني بعنف في عينيَّ مباشرةً فأكاد أسقط على الأرض مغشياً من فرط الشوق / الوجع / الندم أو ما تستدعيه الذكرى . لا أستطيع شرح الحالة جيداً بسبب قصور عندي في وسائل الشرح ، انتابتني واحدة من تلك اليوم بينما أُمسك القلم مستعداً لبدء اختباري النهائي في اللغة الإنجليزية ، طلَعَت لي ـ التي رَحَلَت ـ من بين السطور ؛ هجمت ذكرى القُبلة الوحيدة ، لامس خدها الأيسر شفتيَّ فانتفضت ، أُسقط في يدي أن يراني رئيس قسم اللغة الإنجليزية وكان واقفاً بجواري ، فأدرت وجهي مُتنحياً بأفكاري وهجمات ذاكرتي منتظراً أن تتركني ـ التي تركتني ـ أُمارس حياتي بهدوء وتُبعد ذكرياتها عني .

3
Plastic surgery

في غرفتي وصلة كهربية صغيرة عارية ، تقع تماماً أعلى زر الإضاءة ، تُعرضني للسعات الكهرباء لو لامستها ، لكني أفعل ذالك كل يوم تقريباً ، أنتفض ؛ أرج يدي رجّاً ، أضع إصبعي الملسوع على شفاهي ، أتألم ثُم أخرج هاتفي لأُضئ الطريق قليلاً ، يحدث هذا كل يوم ؛ لكني لم أُخبر أحداً من قبل ، كان سراً بيني وبين هذه العارية الصغيرة ، اتفاق ضمني بأن تلسعني كل يوم بكهربيتها الضعيفة وأصبر عليها بلا سبب وجيه ، لكني بمجرد أن كتبت عنها كسرت الاتفاق ، لا أعتقد أنها ستلمسني بعد اليوم ، ليس بعد أن يغطيها البلاستيك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.