الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

جنس بشرى !



قالت : هل تعتقد أن القوانين الفيزيائية حتمية الحدوث ؟ ؛ هذا - يا صديقى - ليس صحيح ، حتى أعتى القوانين الفيزيائية وهو قانون الجاذبية يتعطل عند الأحجام متناهية الصغر فلا يمكن تطبيقه فى محيط الذرة ، وإلا كانت الإلكترونات ستسقط إلى الأسفل وهو ما لا يحدث ، كما أنه يفقد فاعليته عند السرعات العالية جداً ، يا صديقى الحبيب لا شئ حتمى الحدوث إلا أنى أعشقك ، هذة هى الحتمية الوحيدة .

إعتدلت وأنا أحاول أن أستفز السرير قليلاً كى يصدر بعض الأنين ؛ ومددت سبابتى إلى شفتيها بهدوء وتحدثت ببطء ؛ لكننا بشر ومشاعرنا تخضع لعوامل معينة فى كيمياء الدماغ ، ألا تذكرين تلك الكلمات فى مرجع الكيمياء الذى قرأناه سوياً يتحدث عن ذبول التفاعل الكيميائى الذى يسبب الحب مع مرور الوقت ؟ ؛ حتى مشاعرنا تنتهى ، وإن كانت هناك بعض الإستثناءات تخضع لها القوانين الفيزيائية فإننا كبشر نخضع لأهم القوانين التى لا تخضع للكسر ؛ قانون الفناء الحتمى ، أليس هذا صحيح يا ذات النهد المتوهج ؟

هى : أولاً توقف عن إيحاءاتك الجنسية أثناء الحوار ، ثانياً توقف عن ملامساتك الجنسية أثناء الحوار ، ثالثاً توقف عن نظراتك الجنسية أثناء الحوار ؛ رابعاً كلامك يحمل من الصواب أضعاف ما يحمل من الخطأ ..
من قال بأن البشر يخضعون لقانون الفناء الحتمى ، ثم ما هو قانون الفناء الحتمى ؟
لم أسمع هذا الإسم من قبل !
هل تخترع قوانين من عقلك أيها النيتشاوى ؟
ألا تذكر ذالك اللبنانى المهاجر حينما قال "أنا كائن منذ الأزل وها أنا ذا وباقى إلى الأبد وليس لوجودى إنتهاء" .. ؟
نحن - بمشاعرنا وإدراكاتنا وأفكارنا - وُجدنا فى علم الخالق منذ الأزل ، ومتواجدون فى الحاضر ، ولن نختفى من العلم المطلق للخالق فى أى وقت فى المستقبل ، لذالك فإننا نتمتع بنوع ما من الخلود ، وحتى أجسادنا تلك التى تتعرض للموت لا تتعرض للفناء وإنما تتحول من حالة فيزيائية إلى أخرى ، أما الفناء المطلق بمعنى التحول إلى فراغ فهو ليس فرض ممكن .



تمدد ظهرى وأشياء أخرى قبل أن أتحدث بلهجة إستفزازية : لكن مرجع الكيمياء يقول ..
قاطعتنى بعنف : هل يتحمل مرجع الكيمياء الأحمق هذا الضغط الذى قد ينشأ من تلاقى كفى عاشقين ؟

أنا : لا أعرف !

هى : بل تعرف ؛ لا شئ قد يتحمل ضغط العشق يا صديقى ، لا شئ على الإطلاق ، ألم تسأل نفسك لماذا تحدث الزلازل وتتفجر البراكين وتنهار الجبال الجليدية ؟
إنها أنفاس العاشقين .

أنا : أرى الحديث يتحول من المنهج العلمى إلى التفسيرات الميتافيزيقية .

هى : لا أمانع فى بعض النغمات الميتافيزيقية ، نحن لا نتحاور فى صالون ثقافى .

ضحكت بهيستيريا ساخرة قبل أن أنطق : بل هو سرير ثقافى أيتها المتوهجة ؛ حدثينى عن قوانين النهد وتغيراته ، وفيزياء الكم عندما تتلاقى مع فيزياء الرغبة ، حدثينى عن النوم والموت والشعر والأدب والطبيعة !

هى : ألا تريدنى أن أحدثك عن رقص التانجو أيضاً ؟ .. هل تعتقد أنى على سريرك لكى أحدثك ؟

أنا : فى الواقع .. أنا مرهق جداً ؛ ولا أملك طاقة لسوى الحديث ، ألا ترضين برجل لا يملك سوى بعض الكلمات ؟

هى : حتى لو لم تمتلك هذة الكلمات ، أخبرتك أن عشقى لك حتمى يا صديقى .

أنا : حيرتنى بعض كلماتك يا حبيبتى ؛ ما صديقك هذا الذى تنادينى به ، وكيف أكون صديقك وقد إنصهرنا فى كيان لا يقبل الإنفصال ، وما فائدة تعريف علاقتنا إن كانت ليس لها تعريف ، ألا تعتقدين - مثلى - أننا قد تخطينا آلاف المراحل العاطفية عندما إلتقت شفانا ؟
ألا تعتقدين - مثلى - أننا ولدنا متعانقين ؟
ألا نتفق على إعتقاداتنا ثم تعتنقيها مثلى ؟
ألست مثلى ؟

هى : أنت على صواب تماماً ، وأنا على صواب تماماً .. يا صديقى !
إنما إنصهرنا لكى نصل لقمة التواصل الروحى والجسدى ، لا يمكننى أن أناديك بعشيقى كلما إلتقيتك وإلا فقدت الكلمة خصوصيتها ، رغم أنا ما بيننا هو عشق تام ، لكن يمكننى أنا أناديك بصديقى لأن ما بيننا بالفعل هو صداقة تامة ، والعشق هو حب الجسد والصداقة هى حب الروح ولا يقلل أحدهما من الآخر ، وليس للروح على الجسد فضل ، نحن من لحم ودم وروح ، عندما أدير معك عقلى أناديك بصديقى ، وعندما أدير معك جسدى أنطقك عشيقى ، وعندما أشتاق إليك أناجيك حبيبى ، لكن لا تقلق من المسميات يا كل الرجال وأول العالم وآخره ، لا صوت يعلو فوق صوتك ، أحياناً أسمع اسمك فألتفت ، لأنك بداخلى تسمع وترى ، لا أعتقد أنك تقلق من المسميات .

أنا : بالتأكيد لا أقلق من أى شئ وأنا فى حضرتك ، لكنه خاطر طرأ لى فأردت أن نتشاركه .

هى "بنظرة لها معنى" : هل إستعدت بعضاً من طاقتك ؟

أنا : نعم ؛ الكثير منها ، لكن أفضل أن أركن إلى الهدوء شيئاً قليلا ، ما رأيك ؟

هى "بينما تجذبنى من رأسى تجاه شفتيها" : لا أعتقد هذا !!


  PDF هـــنـــا

هناك تعليقان (2):

  1. بعض النقاط المثيرة
    أنا كائن منذ الأزل وها أنا ذا وباقى إلى الأبد وليس لوجودى إنتهاء" .. ؟
    توقف عن ملامساتك الجنسية أثناء الحوار
    هل تعتقد أن القوانين الفيزيائية حتمية الحدوث ؟ ؛ هذا - يا صديقى - ليس صحيح ، حتى أعتى القوانين الفيزيائية وهو قانون الجاذبية يتعطل عند الأحجام متناهية الصغر فلا يمكن تطبيقه فى محيط الذرة
    بافعل لا فمثلا
    الخاصية الشعرية
    عن طريقها يصعد الماء لاعلى داخل الانابيب الشعرية فى جزع الاشجار والنخيل لمسافات طويلة معاكسا لقانون الجاذبية الارضية

    ردحذف
  2. كلمات ليست كالكلمات ، تأخذني من تحت ذراعي تزرعني في أحدي الغيمات .

    عندما أدير معك عقلى أناديك بصديقى ، وعندما أدير معك جسدى أنطقك عشيقى ، وعندما أشتاق إليك أناجيك حبيبى

    ردحذف

تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.