الخميس، 14 فبراير 2013

الجريمة والعقاب

على يوتيوب ؛ فيديو لوزير التعليم الإيرانى وهو يتبادل القبل مع رئيسة المتحف الوطنى فى المصعد ، ولا تخلو أى جريدة صفراء أو حمراء من عنوان "فضيحة الوزير الإيرانى" ، بل أن بعض الجرائد تنبأت له بالرجم حتى الموت جزاءاً وفاقاً على  متعته المسروقة بين الأدوار العلوية . إننا فى قلب العهر الإعلامى النابض ، لم أشعر للحظة أن الوزير الإيرانى داعر أو منفلت أخلاقياً ، لكن كلما صادفنى الخبر أشعر أن العهر الإعلامى يلاحقنى ، هذة الدعارة التى تجعلك تتبع الأفعال الشخصية للبشر وتنشرها على اليوتيوب وتصدر عليها الأحكام وتعيدها وتكررها مسبوقة بوصف "فضيحة" .

ربما سيتعرض الوزير للإقالة وربما المحاكمة مع حبيبته ، وسيسألهما القاضى "هل لامست شفتيها بشفاهك ، هل شعرت بالحُب يتسلل من قلبها إليك وهى فى حضنك ، أتنكر أنك حاولت سرقة بعض لحظات السعادة من حبيبتك فى المصعد ؟" وربما ستكون لدى الوزير الجراءة الكافية ليقول "نعم لقد فعلت" ؛ حينها سيصرخ المدعى بالحق منتصراً "لقد اعترف يا سيدى القاضى" ؛ ويُدان الرجل وتدان المرأة ، ويُدان القاضى والإعلام والثقافة الوسخة التى تجعل من تصرفات البشر الطبيعيين فضيحة .

أُريدُ ؛ أريد أن أسأل كل قارئ هنا ؛ ألم تُقبل فتاة فى حياتك ؟ ألم يسرح خيالك إلى خد حبيبتك لينتزع حقه البشرى فى الحياة ، ألم تحلم يوماً بالرغبة فى إعادة تنفس الهواء الخارج من رئتيها ، إن كنت قد فعلت فعليك أن تتوارى فربما تكون الكاميرات فى كل مكان ، وربما ـ أيضاً ـ هناك حكم دينى يُحرّم الحب وتبعاته .

احترس ؛ الكاميرات ستحول قُبلتك لـ "فضيحة" 

__

أتخيل كم العبـء المُلقى على كاهل الرئيس محمد مرسى ، الرجل مسئول عن تحقيق الأحلام التى سطرها حسن البنا والرواد الأوائل فى الجماعة ، ومسئول عن إرضاء مكتب الإرشاد بأكمله ، يتلقى النقد والإعتراض فى سبيل تحقيق فكرة أستاذية العالم التى تتمحور حولها أدبيات الجماعة ، وهو ما هو إلا شخص عادى وجد نفسه بديلاً لمرشح رئاسى مرموق ، فأحس بالزهو ، ثم ما لبث أن وجد نفسه هو المرشح الرئاسى المرموق ، فتحمل الإتهامات بأنه استبن ، ثم وافق أن يكون ظل المرشد فى القصر .

 يبدو طيباً وهو يلعق اصبعه بينما يقرأ البيان من جهاز الآيباد ، ويبدو ساذجاً وهو ينظر فى ساعته أثناء لقاء دولى ضارباً بالبروتوكول عرض الحائط ، ويبدو مثيراً للشفقة وهو يخلط بين اللغة العربية والإنجليزية أثناء حوار مع صحفيين ألمان ، يعارضه الثوار بينما هم فى الواقع يحملونه أكثر من طاقته ، كيف له أن يحقق مطالب الثورة بينما كان أقصى طموحه فى لقاءه بعمر سليمان هو الإفراج عن خيرت الشاطر .

 لقد عاش الرجل فى الظل وعندما خرج منه أصابته الحروق الشمسية ، إنه لم يُخلف وعوده لأنه لم يقلها من الأصل ، وإنما وضعوه فوُضع ، ألقوا لهُ الكلمات فنطقها ، أجلسوه فجلس ، عليكم أن تراعوا شعور الرجل الذى يعتقد أنه رئيس مصر بينما يهتف الثوار بسقوط المرشد ، ويعترضون على حكم المرشد ، ويعتصمون ضد خيرت الشاطر ولا يراعون شعور محمد مرسى ، رفقاً بالمرسى الضعيف يا ثوار مصر .

الرئيس محمد مرسى فى طفولته .. لقد كان طفلاً لطيفاً

__

لا أستطيع ـ لأسباب صحية تتعلق بغشاء المرارة ـ أن أُناقش عيد الحب من الناحية الشرعية ، ربما لا أستطيع التكيف مع الرغبات "الشرعية" لدى بعض الأشخاص فى إفساد أى احتفال بمناقشات سخيفة حول تحريمه وإباحته ، وفى الواقع أنا لا أهتم ، ولو كنت أهتم لعكرت عليهم إحتفالات كثيرة ، مثل الإحتفال بالصعود للسلطة ، والإحتفال بالحصول على أصوات إنتخابية ، كنت سأسألهم هل الخروج للشوارع والإحتفال بركوب كرسى الرئاسة حلال والخروج للشوارع حاملين الورود حرام ؟ لكن لحسن الحظ تُصيبنى نوبات اللامبالاة وربما الضحك الهيستيرى التى تمنعنى من الرد ، وعنّى ؛ أعتبر الإحتفال بالحُب فرض عين على كل إنسان يحتوى صدره على قلب ينبض ، عيد حب سعيد وأنصحكم بعدم الإهتمام أيضاً .

قُل من حرّم ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.