الجمعة، 4 مايو 2012

جمهورية مصر المهلبية !!


 
فى مصر نعشق دائما المهاترات الكلامية وتصنيف الإتجاهات السياسية إلى يمين ويسار ووسط ومعتدلين وليبراليين ، وكأن مصر تلك الدولة التى لم تعرف طيلة تاريخها نظام حكم معتدل إلا سنوات قليلة فى بعض العصور ، كأن هذه الدولة المنكوبة بها مثل هذه الإتجاهات ، أفيقوا من وهم التعددية السياسية ، لا يوجد فى السياسة المصرية سوى المهلبية ، وفقط المهلبية ، دوماً كنا نتداول أن اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى ، ليست مجرد حكاية فهو بالفعل كان حلوانى لكن حلوانى عشوائيات ، حلوانى غير محترف من النوع الذى يخلط المكونات عشوائيا ببعضها البعض منتظراً أن تخرج بطعم ممتاز فلايخرج من هذا الخلط الغير محترف إلا الطعم المر  للوطن الذى نتذوقه كل يوم ، دولة المهلبية لم يحكمها طيلة تاريخها الذى يمتد لما فوق السبعة آلاف عام أى حاكم منتخب بطريقة شرعية من قبل الشعب إن إستثنينا محمد على باشا إختياره من قبل النخبة المثقفة فى حينها ، حكمها الفراعنة بشرعية التوريث وحكمها الخلفاء العباسيين والأمويين بشرعية الخلافة وحكمها المماليك بشرعية السيف وتوالى الحكم الغير قانونى حتى وصلنا لحكم إنقلاب 1952 بشرعية الغباء ، حيث تم إستغلال غباء الشعب بشكل صفيق وإستمداد الشرعية منه وإقناع الشعب المغلوب على عقله بأن ما حدث من إنقلاب الجيش على الملك هو ثورة ، وما هو من الثورة بشئ ، ثم حاول الحكام المهلبيين الغير شرعيين من بعد الإنقلاب القيام بترسيخ ثقافة الحلوانى ، خلط المكونات جميعها بالمعتقل ، حتى أصبحت المعتقلات مليئة بالجميع ، إخوان وسلفيين وشيوعيين وأى شخص يحاول مجرد محاولة أن يقحم نفسة من قريب أو بعيد بالسياسة ، حتى اصبحت كلمة سياسة نفسها توحى بالمعتقلات والتعذيب ، وترسخت ثقافة الحلوانى فى التعليم فاختلطت الأمور ولم يعد هناك صفة معينة تطلق على التعليم ، فقال عنه البعض أنه تعليم مجانى ، وبالبحث والتقصى وجد أنه ليس تعليم وليس مجانى ، وقال عنه البعض أنه كالماء والهواء ، بالطبع إن أعتبرنا أنه هواء مكيف يتم شراؤة من قبل القادرين فقط وماء معدنى يباع فى السوبر ماركت ، أفيقوا يا أيها المصريين ، لا يوجد نظام لأى شئ فى مصر ، الحلوانى الذى بنى الدولة كان فاشلاً بما يكفى بحيث لم يستطع إلا أن ينتج صنف واحد من الحلويات ، المهلبية ، فلنعلنها عالية تهز العالم ، جمهورية مصر المهلبية .


للتواصل مع الكاتب ==>> إضــغــط هــنــا 

للإشتراك فى المدونة عبر الإيميل ==>> إضــغــط هــنــا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.