الاثنين، 6 أغسطس 2012

فلسطين ~ شعب الله المرفوض !!



أعتقد أنى أنتمى لمدرسة فكرية لا تنظر لفلسطين على أنها فقط قطعة جغرافية ممزقة الأوصال ، لكنى أراها أكثر نقطة الإلتقاء بين الخير والشر ، والحرب المثالية بين الحق والباطل ، هى جبهة الإلتقاء بالعدو مباشرة  لذالك فهى أكثر من أرض ، إنها شرف وإنتماء وقضية إنسانية تطعن الشرف العالمى فى موضع عفته ، وتغتاله فى موضع أمانه ، لكن ما أحزننى وأضاف لأوجاع فلسطين وجعاً مضاعفاً هو تلك النظرة التى نعطيها بوعى أو بدون وعى لشعب فلسطين .

الفلسطينى فى كل مكان مضطهد مرفوض متهم بأنه باع وطنه وقضيته ، كأن هؤلاء الذين يجعلون من أجسادهم قطعاً راضين بالأحزمة الناسفة كفناً لا ينتمون لشعب فلسطين ، وكأن هؤلاء الذين أفنوا زهرة أعمارهم فى المعتقلات ثائرين رافضين مضربين عن الطعام لا ينتمون إلى شعب فلسطين ، المخيمات الفلسطينية التى يقطنها المهجرون الذين تركوا بيوتهم وأرضهم قسراً ليلجأوا إلى أشقائهم ، يُنظر لهذه المخيمات على أنها بؤر إجرامية يسكنها شعب من الغجر - مع إحترامى الشديد للغجر - لا تخرج من عندهم إلا الإضطرابات والقلاقل ، ولا يصدرون إلا المشاكل ولا يريدون إلا إحتلال أى أرض يتواجدون فيها ، بالله عليكم أيها العرب كيف كونتم هذة الفكرة عن شعب لم يعرف خلال تاريخه المعتل إلا الكوارث والنكبات والتهجير يتلوه التهجير .. والقتل بأشكاله بدءاً من المذابح مروراً بالقتل تحت التعذيب وليس إنتهاءاً بالإغتيالات .

الفلسطينى رخيص كما التراب رخيص ، بل إن التراب يصبح غالياً أحياناً إن كان تراب الوطن فيغنى له المطربون أحلف بسماها وبترابها ولا يحلف بالدم الفلسطينى ، نشاهدهم يُقتلون بالعشرات فنردد حسبى الله ونعم الوكيل بينما نشرب العصير أو الشاى فى برود تام وربما غيرنا القناة لتجنب "الغم" ، هكذا هى فلسطين اليوم أيها العرب الكرام ، مصدر الغم ، ماتت جميع شعاراتكم المجوفة عندما ظهرت أول بادرة لمساعدة غزة المنكوبة ، وحتى لم تكن بادرة حقيقية لكننا أبينا إلا أن نلقيها على غزة ، عندما حدثت مشكلة كهرباء مصر ألقينا اللوم على المواطن الفلسطينى الذى لا يجد الماء النظيف إلا بشق الأنفس ، كأنه من المفترض به أن يعانى ويكافح ويجهد ويحرر وطنه من أعتى جيوش العالم وبالطبع أن يتذلل للأشقاء العرب حتى لا يهاجموه ويتهموه أنه إنتهازى إستغلالى حقير .. إن كانت هذة هى مساعدتكم لفلسطين فلتذهب مساعدتكم إلى الجحيم ولتلحقوا بها وليلحق بكم العار .

إن مات مصرى فى أقصى حدود لبنان مع سوريا فبالتأكيد الفلسطينيون يتحملون الإثم كاملاً غير مجزوء وعليهم أن يتركوا معاناتهم اليومية مع لقمة العيش وقطرة الماء ويخرجوا فى مسيرات يعلنون أنهم أبرياء ، لأنهم على كل حال متهمون ، إن رفعوا أعلام مصر فهم يريدون إستعمارها وإن رفعوا أعلام سوريا يريدون خرابها وإن رفعوا أعلام المريخ فهم يريدون إخراجه من المجموعة الشمسية وإن رفعوا علم فلسطين فهم ناكرين للجميل العربى عليهم ، نصيحة أيها الإخوة الفلسطينيين لا ترفعوا إلا علماً مضرجاً بالدماء التى نزفتها قضيتكم على مرأى ومسمع من العرب ، إرفعوا راية تعلنون فيها أنكم لستم أبرياء من شئ لأنكم لستم متهمون بشئ ، إن قتل اليهود جنوداً مصريين يجب معاقبة المواطن الغزاوى الذى يريد علاج إبنه ويتم غلق معبر الحياة والمنفذ الوحيد حتى إشعار آخر أو حتى يموت مواطنوا غزة جوعاً وعطشاً ومرضاً أيهما أقرب ، يا مدعيى العروبة ويا أنصاف العرب ، تضامنكم الوهمى مع فلسطين وإرتدادكم إلى خذلانها يقتلها ويهين كرامتها ، اللعنة على كل متضامن مؤقت واللعنة على من يتساهل فى إهانة شعب قد أهانته الأحداث والنكبات .. المجد لفلسطين ..

عمر أبوالنصر

6/8/2012

8.56 PM

هناك تعليق واحد:

  1. أتفق معك تماما ... المقالة جيدة تدل على مفكر واع :)

    ردحذف

تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.