الثلاثاء، 21 أبريل 2015

أحسنتِ، شكراً

لقد سلمت للنصيب يا مريم ولم يعد الرجوع يهف في عقلي كما من قبلي، لكني أتوق لمكان هاديء وبعيد أنعزل فيه كي أصرخ وألطم وأشق جلبابي وأضرب الأرض بوجهي كمن فقد أمه وأسأل السماء بصوت مرتفع، لماذا أنا بالذات؟

لماذا يتم تهميشي واضطهاد مشاعري وتحقيرها والتقليل من شأنها بكل برود لهذة الدرجة؟، لقد شكرتك بما فيه الكفاية عندما استيقظ ضميرك وقررتي أن تصارحيني بأنك لم تحبيني يوماً لكن هناك الكثير من الصفعات واللكمات وسب الدين لم تحصلي عليهم جزاءً وفاقا على كل الفترة التي لم تصارحيني فيها بتلك المرارة كلها، كل الفترة التي كنت فيها أتسول الحب وأتوقعه، تمدين يدك به ثم تسحبينها بكل شر وجفاء وتشفي كأني قتلت كل عائلتك أو كأني منبوذ أجرب، تكسرت عظامي وتمزقت أعصابي على بابك بينما كنتي تفتحين الباب الخلفي لعشيق آخر لم تصارحيني بوجوده، كنت أقول أحبك فتردين رداً رفيقاً يحتفظ بي عاشقاً ويحتفظ بك نقية بلا أخطاء، حتى إذا تعاتبنا خرجت مهزوماً بلا حتى قدرة على الدفع بالدفوع، أحسنتِ.

لماذا وكيف كنت تطلبين مني أن أنضج وأنمو وأغير من شكلي كي أصبح أكبر فقط لكي تجعليني شبيهاً به؟، هل أبدو لك مهرجاً يا مريم؟، هل أبدو رخيصاً كعبد أو مسلوب الإرادة كمملوك؟، حتى العبيد والمماليك والمهرجين لا يستحقون أن يحولوا أنفسهم ليشبهوا من تحبه حبيباتهم، لا أحد يستحق تلك القسوة يا مريم في العالم أبداً لكنكِ أبيتِ إلا أن تسكبيها على وجهي جميعها، فلتحترق ذاتي في الجحيم ولأتشوه كي تحظي أنتِ بلحظة تشعرين فيها بشبه زائف بيني وبينه، كنتي تقولين لي "الآن صرت أجمل" كلما اقتربت شبهاً منه، كنت أفرح بالكلمات كطفل ولا أعلم أنها كلمات مسمومة، تخزن السم في شراييني واندفق دفقاً يوم اعترفتِ لي، مشكورةً، أنك ما أحببتني يوماً لكن وجدتني أعشقك فاحتفظتِ بي، شكراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.