إن حاولت انك تغير
صورتك الحلوة فـ عينيا
مش هتقدر
وإن حاولت إنك بغدرك
تقتل الشوق اللى بيّا
مش هتقدر
هذة روبي ، استمع لها وهى تُمارس أفضل ما يمكن أن يفعله مطرب عربي ( هـــنــا ) ، لا أعتقد أن الهجمة الضارية على هذة المطربة الجميلة لها دافع سوى الحقد على جمالها وتناسق جسدها وصوتها ، إنهم يكرهون كل جميل ويمنعونه من الغناء فى دول أصولية تدعى الحضارة ويمنعها التليفزيون المصري من الظهور حتى تتسع الشاشة للعاهات . ظلموكِ أيتها المثقفة الجميلة ، وظلمتِ نفسك عندما خضعتِ لشركات التسويق التى تستنزف الجميلات ، ليس لدى مشكلة أن تظهر روبي متألقة جميلة مثيرة فى أغانيها ، لا أكره جمالها ولا أحقد عليه ولا أغار منه ، تُثيرنى بكل ما تعنيه الكلمة ، وانا من النوع الذى يرى فى الإثارة أقصى درجات الجمال .
***
لأ مش انا اللى ابكى
ولا انا اللى اشكى .. إن جار عليا هواك
ومش انا اللى اجرى .. واقول عشان خاطرى
وانا ليا حق معاك
بينما كان الوسط الغنائى يضج بأغانى الإستسلام المازوشي ؛ كسر محمد عبدالوهاب هذة القاعدة بأغنية ثورية يُهاجم فيها سلطة الطرف الآخر وينتقدها فى كلمات واضحة ( هـــنـــا ) . عبدالوهاب كان أسطورة حقيقية لا يمحوها الزمن أبداً ، وبرغم كونه احد قواعد الوسط الفنى فى هذة الفترة ويبدو كراديكالى محافظ على القواعد ، إلا أنهُ كان يحمل قلباً ثورياً ، حتى الذين كان يصاحبهم فى صولات التلحين وجولاته عرفنا مؤخرنا أنه اختزن ضدهم ملحوظات فنية كثيرة تنتقد رجعيتهم وضعفهم ، حصل المطرب على لقب اللواء بعد تلحينه النشيد الوطنى لدولتنا .
***
مبتعلمش
بغيره القلب مبيحلمش
ينام الليل وسهرانه فـ هواه
مبنامش
استرخي ، أغلق عينيك ، استمع لأنغام ( هــنــا ) ؛ عندما تفجرت فى روحى أغنية "مبتعلمش" كنت أتحرك باتجاه عامى الخامس عشر ، بعدها أصبح من المستحيل إقناعى أن هذا الصوت حرام ، حتى فى أعتى لحظات الإرتداد للأصولية التى عشتها فى فترات المراهقة كنت أسرق اللحظات كى اسمعها تغنى ( مجبش سيرتى ) .
***
نور جمالك في الظلام .. بدر في يوم التمام
حسن قدك والقوام .. كل ارواحنا فداه
نور جمالك آيه .. آيه من الله
آمنت بالله
يجب أن تستمع لهذة الأغنية التى ليس لي معها أي ذكريات بصوت فؤاد حجازي ( هــنـــا ) ، لم أستمع لها فى حياتى إلا مرة واحدة ، لكنها اقتحمت خيالي مرة واحدة كما يقتحم ضابط أمن الدولة خصوصيات المواطنين . الكلمات رقيقه ، التعبيرات تتأرجح بين العامية والفصحى ، صوت فؤاد حجازي يسافر بين اللهجات العربية كأنه يُغنى بها جميعاً .
فؤاد حجازي ، جاهدة وهبة ؛ المخلصون الذين وهبوا حياتهم لفكرة الطَرَب المُجرّد من أى طموح فى شعبية زائفة ، المقتنعون بضحالة الشهرة ، الغير واقعيين الذين سيموت الجميع وتستمر أصواتهم فى رحلة الخلود .
جميل جدًا :)
ردحذف