مُقدّمة : هذا مقال ركيك جداً ومُفكّك وتقليدى لا يُعبّر أبداً عن مشاكل البنات ولا يشرح بأمانة وضعهن فى المجتمع ، كان يجب أن أُعيد كتابته لكنى لم أفعل رغم استطاعتى .. لأنى لا أهتم .
___
يعجبنى أسلوب الكاتب المصرى خالد البرى بشكل عام ، وتحديداً أسلوبه فى مخاطبة القارئ بصيغة المؤنث . ولا أظن ـ ربما أكون مخطئاً ـ أن هناك كاتب آخر قد اتبع هذا الأسلوب من قبل متجاهلاً كل ذكورية اللغة . فمهما كان موضوع المقال ترتسم على وجهى ابتسامة كلما رأيته يقول "لاحظى ـ اسمعى ـ اقرأى" .. هذا الرجل رائع لا شك . وروعته هذة لا تُستمد من ذات الفعل ولكن من تناقض الفعل مع الوسط المحيط ، الزهور ليست رائعة إذا كنت تعيش على كوكب الزهور لكنها تصبح كذالك على الأرض . وبالمثل ؛ فى وسط كل هذة الذكورية والسيطرة الأبوّية وتراجع الدور النَسَوى فى كل شئ .. كل شئ ، أصبح مجرد وجود كاتب يخاطب قرائه بصيغة المؤنث شئ رائع .
___
يعجبنى أسلوب الكاتب المصرى خالد البرى بشكل عام ، وتحديداً أسلوبه فى مخاطبة القارئ بصيغة المؤنث . ولا أظن ـ ربما أكون مخطئاً ـ أن هناك كاتب آخر قد اتبع هذا الأسلوب من قبل متجاهلاً كل ذكورية اللغة . فمهما كان موضوع المقال ترتسم على وجهى ابتسامة كلما رأيته يقول "لاحظى ـ اسمعى ـ اقرأى" .. هذا الرجل رائع لا شك . وروعته هذة لا تُستمد من ذات الفعل ولكن من تناقض الفعل مع الوسط المحيط ، الزهور ليست رائعة إذا كنت تعيش على كوكب الزهور لكنها تصبح كذالك على الأرض . وبالمثل ؛ فى وسط كل هذة الذكورية والسيطرة الأبوّية وتراجع الدور النَسَوى فى كل شئ .. كل شئ ، أصبح مجرد وجود كاتب يخاطب قرائه بصيغة المؤنث شئ رائع .
فى وطنى الجميل هناك حالة من الإنقسام الشبكى جداً اللانهائى حول الدور الذى يُفترض بالمرأة أن تتحمله فى مجتمعها ، أعتقد أن مجرد وجود نقاش حول هذا الموضوع دليل قاطع على أننا مزدوجون إحساساً وتفكيرا ، عنصريون قلباً وقالباً . معاملة المرأة كـ كائن منفصل مستقل كالشجرة والبحر والهرم ، هى تقع خارج الحيز الذى يقع فيه الذكر ، وكأن الفارق ليس بضعة ملليلترات من هرمون الأستروجين وهرمونات أخرى لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة لو وضعت فى أنبوبة إختبار ، هذة الهرمونات صنعت من نصف العالم قادة ومن النصف الآخر أتباع . لستِ مثلنا ، أنت امرأة .. لكن لا تخافى سنجد لكِ دوراً ، ما رأيك أن تكونى أمّاً فاضلة .. نعم ستكون هذة هى مهمتك فى الحياة ، أنا أب فاضل وأنتى أم فاضلة . . هذا ليس عدلاً يا ابن العاهرة .. لا يمكنك أن تُسند للمرأة دور مُسنَد لها أصلاً ، كأنك تقول لطالب صيدلة : "لقد وجدت لك عملاً ، ما رأيك أن تدرس الكيمياء ؟" ، لكن الفرق أن طلاب الصيدلة طويلى اللسان وسيردون عليك الجملة بأضعافها مُعرّضين بشرف أمك ، لكن المرأة ستتناقش ، وتتفاوض ، وتُطالب وتتظاهر فى أفضل الأحوال .
تحكى صديقتى الإفتراضية على الحائط الإفتراضى قصة حقيقية لسيدة حقيقية متزوجة من رجل حقيقى وهى عاقر ، وافقت على زواج زوجها للمرة الثانية حتى يحصل على من يحفظ السلالة النادرة من الإنقراض . وأصبحت مجرد خادمة لـ زوجة زوجها وابنهما ، وتتسائل صديقتى الطبيبة .. لو كانت هذة المرأة فى وَسَط محترم ، هل كانت لتصبح فى هذا الوضع ؟ ربما استطاعت أن تعمل وتنفق على نفسها وتمتلك قرارات حياتها فتطلب الطلاق وتعيش حرة ، ويستبد الخيال بصديقتى فترى المرأة وقد تبنّت طفلاً يعوضها عن عدم قدرتها على الإنجاب . أحافظ على أنفى من الإنفجار فلا أُطلق شخرة تمتد كسرب حمام من بغداد إلى الصين إعتراضاً وإستهجاناً لكل ما هو ذكورى سلطوى ، لكنى سأطرح سؤالاً كمثقف جنتلمان محترم .. لماذا يحدث كل هذا ؟
ما الذى يمنعها من العمل وطلب الطلاق وتبنى طفل ؟ هناك أشياء .. من هذة الأشياء مثلاً أن كثيرون سيصفونها بالداعرة المطلقة التى تعيش بمفردها ، بالمناسبة غالباً الذين يصفون أى امرأة بهذة المجموعة من الصفات يكون هذا تعبير عن رغبة مكبوتة داخلهم فى أن يصبحوا أحد الذين يشاركونها السرير ، فيطلقون من أدمغتهم فكرة أن هناك كثيرين قد فعلوا هذا من قبل لكى يبرروا لأنفسهم الشهوة ، والشهوة ليست عيب أصلاً فى حد ذاتها لكنهم تربّوا من آبائهم وأمهاتهم على أن الشهوة عيب ويجب تبريرها ، لا يمكن لأحد أن يقول "أشتهى تلك الفتاة" دون أن يضيف تبرير "الشر*ـو*ـة" .. يعتقد أنه ليس من حقه أن يشتهيها لو كانت ملتزمة أخلاقياً . ما علينا .. نعود للموضوع ؛ إذاً فما يمنع هذة المرأة من الطلاق وتبنى طفل ليس أن الرجال يشتهونها ، طبيعى أن يشتهيها الرجال لو كانت جميلة فتلك غريزة . لكن أن الرجال الذين يشتهونها سينغصون حياتها ، لأنهم متربيين على أن الشهوة معناها الرخامة والرذالة والوقاحة . إذاً أول شئ يمنعها من الإستقلال هو سوء تربية ذكور المجتمع .
وربما لأن هذة المرأة ـ والمرأة المصرية عموماً ـ تُمجّد المجتمع البطريركى وتمارس قواعده بإخلاص ، والبطريركية هنا هى مجتمع قيادة الذكور . عندما قالت لها صديقتى "لماذا لم تطلبى الطلاق" .. قالت : "إلى أين أذهب !" ، إنها امرأة ضعيفة تحتاج إلى رجل تلجأ إليه ، أى رجل .. أب / أخ / زوج / ابن . المهم أن يكون إنسان لديه نسبة كافية من التستوستيرون تكفل له إحترام المجتمع وتمنحه ـ عُرفاً ـ صك التفوق النوعى . ويُقال أنه منذ عشرات الآلاف من الأعوام كان المجتمع ماترياركياً تقود فيه النساء العالم ، لكن الأمر فشل بشكل أو بآخر ، ثم قارب الجنس البشرى على الإنقراض منذ مائتى ألف عام تقريباً حتى لم يتبقى إلا بعض الأفراد كان من بينهم الأنثى التى استطاع نسلها الإستمرار حتى اليوم ، جدتنا الكبرى . ومن بعدها انقلبت الموازين فى إتجاه السيطرة الذكورية ، فأصبح الرجال على مر الأجيال هم الأقوى عضليّاً وربما عقليّاً بحكم إضطلاعهم بمهام إدارة العالم ، وتطورت مشاعر المرأة فى إتجاه الإرهاف وتغيرت أولوياتها لتصبح المرأة الناجحة هى من تمارس دورها الثانوى بشكل مثالى . لكن مع التسارع الزمنى الذى حدث فى العقدين الأخيرين أعتقد أننا فى الوقت المناسب لتخطى البطريركية بشكل كامل ، وبالطبع لا يعنى هذا الإرتداد للعكس لكن التوسط ، حاجة زى أبوالفتوح كده مع فارق البيض .
لكن تجاوز بطريركية المجتمع وذكوريته ليست شيئاً سهلاً ، والدعوات التى يوجهها المتنورين الغرورين بالتحول إلى الإعتدال الفكرى الآن وفوراً هى مجرد هراء فارغ ، تجاوز الذكورية يحتاج أجيال كثيرة ، وربما عشرات السنين نقضيها فى تأهيل أجيال من الفتيات وتربيتهن بشكل ملائم للإضطلاع بالقيادة ، سيحدث هذا بالطبع بعد تمكنهن من قيادة السيارة فى السعودية أولاً !
إذاً فالقضية تكمن فى الأشياء الصغيرة ، النظرة المُجتمعيّة ، الشعور الداخلى بالضعف . وهو ما يمكننا نظرياً تغييره حتى وإن تطلب ذالك وقتاً ، لكن على أرض الواقع هناك نكسات كثيرة تحدث فى مجال تحرير المرأة ، ويمكنك أن تقارن بين العصر الذى قامت فيه هدى شعراوى عام 1919 ومعها نساء مصريات متنورات بتمزيق البراقع فى ميدان التحرير ، وبين عام 2013 الذى أصبحت فيه كثير من الفتيات لا تستطيع المجاهرة برفضها للحجاب . نحن فى إنتكاسة حقيقية ، سببها تزايد التيار الدينى المتطرف وسيطرته بتشريعاته البربرية على المقدرات النفسيّة للمجتمع ، فإن كان تحرير المرأة هو تغيير نظرة المجتمع لتصرفاتها فإن هذا مستحيل فى ظل نظام تشريعى شمولى ثيوقراطى ، وإن كنا نحتاج لتغيير نظرتها لنفسها وشعورها بالإحتياج فإن ذالك مستحيل ما دامت مقتنعة بأنها عورة . من أين تأتى البداية إذاً ؟ .. من مواجهة التطرف الدينى .
ها قد مارست دورى التنويرى وأرضيت ضميرى الميت وأرشدتكم إلى طريق البداية ، لكنى ـ بصراحة ـ لن أُناضل فى سبيل تحرير المرأة ، تماماً كما أنى لن أناضل فى سبيل تحرير الشعب الأوغندى مثلاً ، أبناء أوغندا أَولَى بالنضال ، لو كنت امرأة لما تركت حقى يضيع . لكن بما أنى رجل فلن أُجهد نفسى من أجل بعض الحمقاوات الراضيات بضياع حقوقهن ، غفر الله لقاسم بك أمين الذى لطالما تلقى الإهانات من نساء أَلَفن حياة العبودية . ببساطة لن تحرر المرأة إلا المرأة ، وأى محاولة تحررية لا يكون جوهرها نسوى بحت ستبوء بالفشل .
لكن تجاوز بطريركية المجتمع وذكوريته ليست شيئاً سهلاً ، والدعوات التى يوجهها المتنورين الغرورين بالتحول إلى الإعتدال الفكرى الآن وفوراً هى مجرد هراء فارغ ، تجاوز الذكورية يحتاج أجيال كثيرة ، وربما عشرات السنين نقضيها فى تأهيل أجيال من الفتيات وتربيتهن بشكل ملائم للإضطلاع بالقيادة ، سيحدث هذا بالطبع بعد تمكنهن من قيادة السيارة فى السعودية أولاً !
إذاً فالقضية تكمن فى الأشياء الصغيرة ، النظرة المُجتمعيّة ، الشعور الداخلى بالضعف . وهو ما يمكننا نظرياً تغييره حتى وإن تطلب ذالك وقتاً ، لكن على أرض الواقع هناك نكسات كثيرة تحدث فى مجال تحرير المرأة ، ويمكنك أن تقارن بين العصر الذى قامت فيه هدى شعراوى عام 1919 ومعها نساء مصريات متنورات بتمزيق البراقع فى ميدان التحرير ، وبين عام 2013 الذى أصبحت فيه كثير من الفتيات لا تستطيع المجاهرة برفضها للحجاب . نحن فى إنتكاسة حقيقية ، سببها تزايد التيار الدينى المتطرف وسيطرته بتشريعاته البربرية على المقدرات النفسيّة للمجتمع ، فإن كان تحرير المرأة هو تغيير نظرة المجتمع لتصرفاتها فإن هذا مستحيل فى ظل نظام تشريعى شمولى ثيوقراطى ، وإن كنا نحتاج لتغيير نظرتها لنفسها وشعورها بالإحتياج فإن ذالك مستحيل ما دامت مقتنعة بأنها عورة . من أين تأتى البداية إذاً ؟ .. من مواجهة التطرف الدينى .
ها قد مارست دورى التنويرى وأرضيت ضميرى الميت وأرشدتكم إلى طريق البداية ، لكنى ـ بصراحة ـ لن أُناضل فى سبيل تحرير المرأة ، تماماً كما أنى لن أناضل فى سبيل تحرير الشعب الأوغندى مثلاً ، أبناء أوغندا أَولَى بالنضال ، لو كنت امرأة لما تركت حقى يضيع . لكن بما أنى رجل فلن أُجهد نفسى من أجل بعض الحمقاوات الراضيات بضياع حقوقهن ، غفر الله لقاسم بك أمين الذى لطالما تلقى الإهانات من نساء أَلَفن حياة العبودية . ببساطة لن تحرر المرأة إلا المرأة ، وأى محاولة تحررية لا يكون جوهرها نسوى بحت ستبوء بالفشل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.