قررت أن أسترخى على السرير ساعتين قبل أن أكمل مراجعة مادة الكيمياء التحليلية ، عندما استيقظت وجدت تويتر مشتعلاً ، كل التويتات متجهة ناحية هاشتاج واحد ؛ #هيام ؛ سبحان الله ما هذا الذى أرى ، أهو تويتر أم موقع من المشترى ، ما بال النشطاء وأنصاف النشطاء يتكأكأون على هاشتاج تافه بهذا الشكل ؟!
هاشتاج #هيام الذى جذب الآلاف |
إذاً فلنرى ، هيام هى الوريثة الشرعية لـ هبة ، و"هبة" يا سيّدى الذى لا يقرأ التاريخ هى صاحبة المكالمة الجنسية الأشهر فى التاريخ (لسماع المكالمة +18 اضغط هــنــا | تحليل إسلام الرفاعى للمكالمة إضغط هــنــا) ، ولن أسمح لك إطلاقاً أن تقلل من شأن هبة ، هبة ؛ يا سلام على هبة ، هو كان فيه زيها فى الحنان والدلع ، الشعب المصرى بأكمله تعلم الدلع على يد هبة والكائن متعدد الخلايا الذى كان معها .
نعود إلى موضوعنا ؛ قصة هيام بإختصار هى فتاة "شمال" كما وصفها البعض قامت بعمل تسجيل على "الأنسر ماشين ـ جهاز الرد الآلى" لرقم هاتفها ، تطلب من كل متصل أن يحول لها رصيد مقابل "جنس على التليفون أو مقابلة شخصية" ، هى داعرة من النوع الذى استشرى كثيراً فى الفترة الأخيرة ، جذبتها سهولة المهنة ووفرة العائد ، فقط عليها أن تغرى قليلاً من هؤلاء الذين لا يجدون للجنس طريقاً شرعياً أو غير شرعى ، مكالمة على الهاتف تلهب خيالاتهم ، هيام ليست هى الأولى فى هذا المجال ولن تكون الأخيرة أبداً طالما نلقى بكل محاولات الإصلاح الإجتماعى إلى المجهول ، مثل مبادرة (لنتوقف عن التحرش ونبدأ ممارسة الجنس ـ أحمد سمير) التى أخذت ضجتها المؤقته على مواقع التواصل ثم ذابت كما تذوب أى فكرة فى الوطن .
وعلى كل حال فإن فكرة الدعارة عبر الهاتف ليس جديدة إطلاقاً ، راجع فيلم عودة الندلة وسترى الداعرة التى أقعدها المرض فلجأت إلى الإباحة عبر الهاتف ، لكن وقتها كانت التعبيرات بسيطة ، لابسه إيه دلوقتى ؟ لابسة قميص أحمر .. لكن هيام انطلقت بكامل طاقتها لتعلن تفاصيل خفية وأسرار عسكرية ، ولا تكتفى حتى تعطيك عينه من البضاعة التى ستستلمها إن شاء الله بعد تحويل الرصيد للطاهرة ، وبمناسبة الطهارة فإن هيام تعدك بـ "شرف المهنة" أنه لن يكون هناك أى نصب عليك ، وتقسم بالله العظيم أنها جادة جداً ، ولو قدرتها هتقدرك ، لا أدرى لماذا ارتبط القسم بالله العظيم من هيام فى عقلى بوعود الإخوان ، وعود الدعارة التى لن يتم تنفيذها ، ومن يثق فيها هو شخص مكبوت يتعلق بأى شـ** تلوح له بجسدها .
تصور مبدئى للفتاة التى هزت عرش تويتر |
هنا يأتى دورى كـ كاتب مبتدئ مالوش فيها يتقمص شخصية المحلل النفسى ، لأسرد رأيى المتواضع حول السبب الذى يجعل هيام تثق أن مجرد القسم بالله فى مكالمة إباحية ستجعل الشباب الهائج يثق فيها ..
1 ـ لأن المهتاج جنسياً متدنى الوعى (الفئة المستهدفة) على إستعداد تام أن يثق فى أيّاً كان يشير له بقطعة لحم عارية أو صوت قطعة لحم تتعرى .
2 ـ القسم بالله له هيبة لم تستطع كل الأكاذيب المنتشرة فى الوطن أن تمحوها ، تترسخ لدينا فكرة أن من يقسم فهو صادق رغم أن الأكثر كذباً هم الأكثر أَيمَاناً ، هذا ليس شعب متدين كما تظن بل هو نوع من السذاجة .
3 ـ ببساطة لا توجد طريقة تأكيد أخرى ، على الهاتف لك الخيار إما أن تثق أو لا تثق ، والداعرة فى النهاية لا تملك إلا سمعتها فى الوَسَط .
لكن هل تشعر الطاهرة بالراحة فى أعماق قلبها عندما تقسم بالله العلى العظيم وسط مكالمة إباحية ؟
كيف يكون هذا ؟
إنها مرحلة متأخرة من التفسخ الأخلاقى ، مرحلة متقدمة من التجارة بالدين ، مرحلة ثالثة تنسيق دعارة مدينة نصر ، هيام التى شهرتها الصدفة البحتة لتجعلها أجمد من غسان مطر تهمس فى آذاننا بمجموعة من الرسائل ؛ أولها أن الثورة يتيمة !
الثورة يتيمة يا سادة إلا من هؤلاء الذين يعتصمون ويتظاهرون ويخرجون فى المسيرات حاملين أعلاماً قد تصبح أكفانهم فى أى وقت ، أما نشطاء تويتر فهم ليسوا أبناء الثورة وإنما أبناء الهاشتاج الأكثر إنتشاراً ، كان يجذبهم هاشتاج #يسقط_حكم_العسكر وغرّدوا تحت #حقوق_الشهداء ، ثم فضحتهم هيام وأزاحت ثوريتهم المزيفة ، هم فقط يعشقون الظيطة ويهدفون إلى جذب الفوللورز (بالمناسبة لا تنسى فوللو مى) .
تويترى |
الرسالة الثانية من الطاهرة الشريفة ؛ أنكم جميعاً رأسماليين متعفنين ، صحيح أنى أصنف نفسى كرأسمالى ، لكن هناك فرق بين الرأسمالى الأخلاقى والرأسمالى اللاأخلاقى المتعفن ، تماماً مثل الفرق بين الفينو والفينو البايت ، هيام تبيع جسدها بطريقة ما مقابل أموال بطريقة ما ، صحيح أنه بيع إفتراضى (آآه آآى) مقابل أموال إفتراضية (كروت شحن) ، لكنه يبقى بيع للجسد مقابل مال ، لا أدعو للشفقة عليها لأن هناك آلاف المحتاجات الشريفات اللاتى لا يبعن أجسادهن ، لكن أدعوكم أن تفكروا قليلاً فى الظروف التى قد تؤدى إلى هذة الحالة ، حتى يتحقق مبدأ التماسك المجتمعى ولا نصل لحالة الأخلاق الهُلامية ، أو الأخلاق الهيامية بالأحرى .
المعنى الثالث الذى نستفيده من معلمة الأجيال ؛ أن الفضيحة لا تطال المحترفات أبداً ، من فيكم يعرف شخصية هيام الحقيقية ؟ .. لا أحد ، فقط هو حساب مزيف باسمها على تويتر ، بينما يقوم أنصاف الرجال بفضح فتيات على مواقع التواصل الإجتماعى لا ذنب لهن إلا وضع صور شخصية حقيقية ، تدعو هيام إلى التحلل المجتمعى علانية ولا يعلم أحد من هى على وجه التحديد ، وربما هى تقرأ الآن وتبتسم وتخرج إلى الشارع بكل ثقة وهدوء وستتزوج وتنجب أبناءاً وبنات ينشرون الفكر الهيامى ، بينما كثيرات قد فقدن حياتهن فى الصعيد جزاءاً لمحاولات يائسة تهدف إلى التحرر ، ويطول تشويه السمعة المذيعات والصحفيات ، وتعيش هيام حياتها بهدوء .
هيام أضحكتنا ، لكن لا يجب أن نفوت الموقف دون أن نتعلم منه ، دمتم بخير ..
عمر أبوالنصر
10/1/2013
5.10 AM
احلى حاجة فى الموضوع تشبيهك لقسم هيام بوعود الاخوان بجد جامدة يا مان برافو عليك وانت بجد كاتب ليك مستقبل رائع
ردحذف