إذا كان لزاماً على أن أذكر إسم أكثر خمسة أشياء أكرهها فى حياتى ، فإن تفكيرى سيتوقف عن أربعة فقط أعيد صياغتها إلى ثلاثة ثم أبلورها فى إثنتين ؛ الوداع !
أكره الوداع بشكل مفرط أدرى سببه ، قد أكون أدمنته لحد الملل ، أو صار كالحر فى مصر نتعود عليه حتى لا نعود نقول أننا نكرهه ، كذالك أنا مع ذالك الكائن الأحمق ، مع هذة الكلمة الحمقاء ، أدمنتها حتى كرهتها ولامستها حتى تعودت أن لا أقول أنى أكرهها ، فقط أتعايش مع حدوثها وكأنها اللاشئ يحدث ، لا أحبها ولا أظهر لها كراهية ، لكنى أخفى ذالك الشعور داخلى ولا أسمح له أن يعبر عن نفسه ، فلطالما فعل ولم يعد يجدى ، تعلمت بعد تجارب غير قليلة أنه ضار جداً ذالك التعبير عن الألم ، وقد يسبب ألماً فى حد ذاته ما لم يعالج بجرعة تغطية مكثفة ، أرى أن كلمات مثل "أفتقدك" هى كلمات حمقاء ، ربما هى ليست حمقاء لكنى أخفى لها الشر بسبب عشقى لها ، أدمنتها أو قل هى من أدمنتنى وصارت تدخننى يومياً ، أستيقظ فأجد كلمة "أفتقدك" وهى تجلس بقرب سريرى أنظر لها برعب تتقدم ناحيتى ببطء وتشعل بى ناراً لم تنطفئ من قبل وتبدأ فى سحبى لأخرج دخاناً من قلب الكلمة ، كلمة حمقاء أعشقها وتعشقنى ، وأكرهها ولا تفارقنى ، لا أدرى لماذا يتنازعنى الضحك من كل مكان عندما أتذكر حالتى وقت الوداعات ، أنظر لنفسى فأجدنى اضحك وأردد عبارات باهته أزيح بها عن نفسى شيئاً .
هومر سمبسون شخصية كارتونية من المفضلات لدى ، مهمل (مثلى) لا يستخدم عقله إلا فى حالات الضرورة وقد يفعل ذالك بشكل خاطئ ( كما أنا ) ، هذه أسباب جيدة بالنسبة لى لأحب هومر سمبسون ، لكن سببى الرئيس ، هو أن هذا الشخص مجرد من المشاعر ( كما أريد أن أكون ) ، إن أستطعت أن تركز فى أحداث حلقاته وسط موجات الضحك الهيستيرى التى ستصاب بها سترى بوضوح أنه يحول أى لحظة مفعمة بالمشاعر إلى لحظة مبتسمة ضاحكة لاهية ، هو أنا كما أرى ذاتى ، إنظر إلى الصورة أعلى ، تجدها فكاهية ، أنا أرى فيها رجل محطم إستطاع أن يحول حطامه إلى شكل فكاهى ، ركز فى عينيه قليلاً ( تجاهل سخافتى إذ أستشهد بصورة كارتونية لتوضيح حالة الوداع ) فقط ركز فى عينيه لن ترى سوى شخصاً مكسوراً ، ربما هذا أنا ، ربما !
سأنزل من برجى الزجاجى قليلاً لأردد بعض الكلمات الحمقاء التى تشربنى وأعشقها :
حبيبتى ؛ سأفتقدك ..
حياة عمر هكذا أناديكى ؛ ربما هو الوقت أن يعيش عمر محروماً من حياته ..
لا تقولى أنى لم أودعك ، فأنا أكره لحظات الوداع أكثر من كراهيتى للوداع نفسه ، لأن الوداع موت حتمى ، أما أن أودعك بنفسى ، عفواً لن أنتحر ..
لا تقولى بأنى سأبتعد فأنا بداخلك ، فى كل نبضة قلب أنا ، فى كل همسة أنا فى كل شئ أنا حتى فى ذالك الذى ربما يأخذ مكانى ، هو أنا فى كل شئ !
أنا فى الشمس وفيكى وفى كل لمسة من كفك التى هى .. أنا !
لا تمطرينى بكلمات الوداع ، فهى كلمات حمقاء .. أعشقها ..
عمر أبوالنصر
=======
15/6/2012
=======
6.12 AM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.