كانت أماني تعارض نظام المشير طنطاوي، خرجت ضده وهتفت في ميدان التحرير كما فعلت أيام الثورة، أماني مذيعة عادية عندما تعبر كلمة "عادية" عن الروتين العادي لتطور الإنسان المصري الثوري، أصبحت تؤمن بأن الإصلاحيين يجب أن ينتصروا على الثوريين، أخذت تهاجم الشباب المتحمس الفاشل الذي لطالما أثبتت الأيام فشل حماسه في إحراز أي تقدم، طلبت أن يقود الجنزوري رئاسة مجلس الوزراء وتعود فايزة أبوالنجا لمنصبها، إنها ليس متقلبة ولا تناقض نفسها أبداً، أماني مصرية طبيعية وأي مصري طبيعي يعلم أن هناك مئات الآلاف ممن مروا بمراحل تطور مع الثورة فتغيرت آرائهم تدريجياً حتى انقلبت رأساً على عقب.
كانت أماني تعيش حياة عادية، حتى أخطأت يوماً وارتكبت جريمة التلميح الخفيف إلى تصرفات باسم يوسف في عبارات مقتضبة وغير واضحة، قالت أماني أن هناك شخصية ما تقوم بقص ولصق الفيديوهات من أجل إظهار شخصيات ما بصورة سيئة. جمع لها باسم فريقاً من متخصصي الفيديوهات ووضع لها برنامجاً معقداً لهدمها أمام الجميع، كسرها وجعلها أضحوكة، مع أنها لم تقل بدعاً من القول وزورا .. لقد قام باسم يوسف من قبل بتجميع وقص فيديوهات للمعتوه خالد عبدالله وإخراج الكلمات من سياقها الأصلي ورد عليه خالد بفيديو (هنا) يوضح مغالطات باسم، كانت تلك فضيحة مستترة للمهرج اللطيف، لكن أحداً لم ينتبه لأن باسم أضحكهم وانتهى الأمر.
ليس باسم مثالياً، فاستغلال برنامج يشاهده الملايين في تصفية الحسابات الشخصية ليس تصرفاً مثالياً، الإفيهات الإباحية في غير موضعها بلا داعي منطقي أو لزوم كوميدي ليس تصرفاً مثالياً، لكن يجب أن نتجاهل كل هذا من أجل خفة دم باسم وزرقة عينيه، وعندما تتطور آراء أماني الخياط وتلمح ضمنياً لفساد باسم وانحرافه عن احترام الكوميديا والمشاهدين فيجب أن تُعاقب على الجريمة التي ارتكبتها عندما مست الذات المقدسة لباسم يوسف.
خفة الظل سلاح له حدود كثيرة، سلاح قاتل ومغري بالاعتداء على الآخرين، قد ينهمك خفيف الظل في عمل منحرف مثل التهكم على الآخرين ومحاولة تأديبهم عن طريق جعلهم أضحوكة، قد يتحول خفيف الظل إلى مجرم لطيف ينتهك حيوات الآخرين ويفسدها ويربكها ويجعلهم هدفاً سهلاً وجاهزاً للمتنمرين (Bullies ) وبلطجية الإنترنت، قد ينهمك خفيف الظل في التحفيل على الآخرين، قد يصبح خفيف الظل يوماً ما شريراً كما كان باسم يوسف في تهكمه الوقح وغير المفهوم على أماني الخياط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك لازم يكون مفيد، الشكر وإبداء الإعجاب أمور غير مفيدة.