للتحميل فى صيغة ملف PDF إضغط هــنــا
أعرف أنك تتساءل ما هى الظروف التى قادتنى للعمل كداعرة ، صدّقنى الأمر ليس
بيدى ، لن اتلو عليك الأسطوانة ذات الألف شرخ بأنى اُضطررت إضطراراً لهذا العمل ، لم
يُجبرنى أحَد ، أبى لم يكن بالغ الثراء ولم يكن فقيراً ، أمى كانت متدينة ولم تكن
متطرفة ، ربما الأمر له علاقة بالجينات أو المحتوى الوراثى أو الأثر البيئى أو أى
تعبير علمى معقد ، هل تعلم أنه فى بريطانيا حدث أن أنقذ أحد المحامين قاتلاً من
حبل المشنقة بأن قدم شهادة علمية أن هذا المجرم مضطر للإجرام بحكم جيناته الوراثية
، الأمر يختلف عن "شهادة معاملة أطفال" أو "شهادة الإضطراب
النفسى" التى يقدمها المحامون فى
العالم الثالث ليدفعوا عن موكليهم صفة الجريمة وينسبوا إليهم صفة الجنون ، فى
بريطانيا استطاع المحامى إثبات أن موكله صحيح العقل تماماً لكن جيناته الوراثية
تدفعه إلى الجريمة ، وحَصَل القاتل على البراءة فى حادثه فريدة من نوعها ، ربما لو
أمسكونى فى قضية دعارة سأقول للقاضى أن جيناتى الوراثية تدفعنى لأن أفتح أقدامى
للرجال ، وسيقتنع القاضى ويدعوا عالم بيولوجيا جزيئية وخبير هندسة وراثية ليدليا
بشهادتيهما بعد أن يخضعونى لفحص جينى ، أو سينظر لى القاضى بقرف وهو يطلق حكمه
الذى ربما سيكون السجن لمدة تتراوح بين ثلاث وسبع سنوات حسب تقديره الشخصى .
ربما أبحث عن المال ، لكن لماذا لم أتوقف عندما أصبح لدىَّ الكثير منه ؟ ،
أستبعد تماماً إحتمالية البحث عن المتعة لأنى لا أعرف ماهية هذا الشئ ، الجنس
بالنسبة لى هو عمل لا أكثر ، كل هذة الأصوات التى أصدرها تكون مُسجّلة داخلى
مسبقاً ولا تدل أبداً على حالة شبق ، حَدَث مرّة ولم أتوقف عن إصدار الأصوات حتى
بعد أن توقف سمو الأمير عن إمتطائى ، كنت أفكر فى أمور أخرى ولم أنتبه أنه اكتفى ولم
أوقف آلة الصوت داخلى ، ولولا أنه انهمك فى الضحك قائلاً "كنت أعرف أنك
تمثلين" لما مر الأمر بهدوء .
يوماً ما كنت أشعر بالمتعة الحقيقية ، وكانت الرغبة فى هذة المتعة تدفعنى دفعاً إلى شقّة "شريف" فى الطابق الخامس ، كان يعرف جيداً كيف يسيطر على جسدى هذا الذى ظننت دوماً أنه لا يمكن السيطرة عليه ، كان يحرك كل شئ داخلى لأشعر أنى أنثى حقيقية فى الثالثة عشرة من عمرى ، شريف كان جارنا الأعزب القادم من بلاد النفط ليدرس الطب فى بلاد النيل ، ولأن شيئاً ما بداخلى كان طفلاً انجذبت إليه بشدة ، أو ربما انجذبت إلى فرصة التفريغ الجسدى التى يوفرها لى ، لم أبحث عن الحب معه أبداً رغم إنهمار كلمات العشق من بين شفتيه ، لا أدرى ما الذى كان يجعله وهو الثرى الوسيم الذى تجاوز العشرين من عمره ليمطرنى بكلمات الحب حتى يتمكن من جسدى ، ولو كان ذكياً لأدرك أنى سأمنحه جسدى بلا مقابل عاطفى ولا مادى ، بل وسأمنح جسدى لكل من أجده آمناً ، بينما كانت أمى تنام بعمق كنت أخرج ببساطة إلى الطابق الخامس حيث أجد شريف ينتظرنى برغبة حقيقية وعشق متصنّع ، حتى كان اليوم الذى وجدت فيه بجوار العشق والرغبة كاميرا فيديو تبدو أنيقة وصغيرة الحجم ، وأكّد لى أنها لتصوير ذكرياتنا الجميلة سوياً ، وبينما كنت أستعرض جسدى الناضج جزئياً أمام عدسة الكاميرا كانت الأفكار تتحرك داخل عقل شريف ليستغل هذا الجسد بأقصى درجة ، وفعلنا ما نفعله ولكن هذة المرة تحت عين مضيئة ترصدنا ، ونزفت شهوتى واستنزفت جسدى كالعادة وعدت إلى سريرى واستيقظت أمى صباحاً لتعد لنا الإفطار واشترى أبى الجرائد وقرأ علينا باب الأبراج الفلكية ، وفى نفس الوقت كان شريف يستعرض أمام أصدقاؤه الخارجين لتوهم من الرمال جسدى العارى وإنتفاضاتى السريرية متباهياً بإمتلاكى وعارضاً جسدى للبيع مقابل أى شئ ، حشيش أو مال أو حتى مُلخصات دراسية ، قال لى : لن تجدينى اليوم لكن ستجدين صديقى فافعلى معه كما تفعلين معى ؛ لم أوافق فى البداية لكنه استخدم سيف المعز وذهبه ، التسجيل الذى قال أنه سيريه لأبى وأمى والمتعة التى وعدنى أن أحصل عليها من صديقه ، كان يعرف أن المال لا يعنينى فى شئ حينها ، ذهبت فوجدت ما عاهدنى عليه ، كان شاباً استأجر جسدى من شريف ومارس حقوقه الذكورية عليه حتى ساعة متأخرة من الليل و مبكّرة من الصباح ، واستنزفت جسدى حتى آخر قطرة وعدت إلى سريرى الهادئ واستيقظت أمى صباحاً لتعد لنا الإفطار واشترى أبى الجرائد وقرأ علينا باب الأبراج الفلكية .
يوماً ما كنت أشعر بالمتعة الحقيقية ، وكانت الرغبة فى هذة المتعة تدفعنى دفعاً إلى شقّة "شريف" فى الطابق الخامس ، كان يعرف جيداً كيف يسيطر على جسدى هذا الذى ظننت دوماً أنه لا يمكن السيطرة عليه ، كان يحرك كل شئ داخلى لأشعر أنى أنثى حقيقية فى الثالثة عشرة من عمرى ، شريف كان جارنا الأعزب القادم من بلاد النفط ليدرس الطب فى بلاد النيل ، ولأن شيئاً ما بداخلى كان طفلاً انجذبت إليه بشدة ، أو ربما انجذبت إلى فرصة التفريغ الجسدى التى يوفرها لى ، لم أبحث عن الحب معه أبداً رغم إنهمار كلمات العشق من بين شفتيه ، لا أدرى ما الذى كان يجعله وهو الثرى الوسيم الذى تجاوز العشرين من عمره ليمطرنى بكلمات الحب حتى يتمكن من جسدى ، ولو كان ذكياً لأدرك أنى سأمنحه جسدى بلا مقابل عاطفى ولا مادى ، بل وسأمنح جسدى لكل من أجده آمناً ، بينما كانت أمى تنام بعمق كنت أخرج ببساطة إلى الطابق الخامس حيث أجد شريف ينتظرنى برغبة حقيقية وعشق متصنّع ، حتى كان اليوم الذى وجدت فيه بجوار العشق والرغبة كاميرا فيديو تبدو أنيقة وصغيرة الحجم ، وأكّد لى أنها لتصوير ذكرياتنا الجميلة سوياً ، وبينما كنت أستعرض جسدى الناضج جزئياً أمام عدسة الكاميرا كانت الأفكار تتحرك داخل عقل شريف ليستغل هذا الجسد بأقصى درجة ، وفعلنا ما نفعله ولكن هذة المرة تحت عين مضيئة ترصدنا ، ونزفت شهوتى واستنزفت جسدى كالعادة وعدت إلى سريرى واستيقظت أمى صباحاً لتعد لنا الإفطار واشترى أبى الجرائد وقرأ علينا باب الأبراج الفلكية ، وفى نفس الوقت كان شريف يستعرض أمام أصدقاؤه الخارجين لتوهم من الرمال جسدى العارى وإنتفاضاتى السريرية متباهياً بإمتلاكى وعارضاً جسدى للبيع مقابل أى شئ ، حشيش أو مال أو حتى مُلخصات دراسية ، قال لى : لن تجدينى اليوم لكن ستجدين صديقى فافعلى معه كما تفعلين معى ؛ لم أوافق فى البداية لكنه استخدم سيف المعز وذهبه ، التسجيل الذى قال أنه سيريه لأبى وأمى والمتعة التى وعدنى أن أحصل عليها من صديقه ، كان يعرف أن المال لا يعنينى فى شئ حينها ، ذهبت فوجدت ما عاهدنى عليه ، كان شاباً استأجر جسدى من شريف ومارس حقوقه الذكورية عليه حتى ساعة متأخرة من الليل و مبكّرة من الصباح ، واستنزفت جسدى حتى آخر قطرة وعدت إلى سريرى الهادئ واستيقظت أمى صباحاً لتعد لنا الإفطار واشترى أبى الجرائد وقرأ علينا باب الأبراج الفلكية .
هل أدّعى أنى ضحية ؟ لا لست كذالك ، هل أدّعى أن شريف جعلنى داعرة ؟ لا لم
أقل ذالك ، لكنها أحداث توالت وأفعال تتابعت ، وكنت داعرة حتى من قبل الأحداث
والأفعال ، ليست غير الداعرة تقبل أن تمارس الجنس مع ذَكَرين مكتملى الذكورة على
سرير واحد فى ليلة واحدة وهى لم تلمس سقف الخامسة عشرة من عمرها ، ولا غير الداعرة
تشارك فى حفلات جنسية على جسدها العارى وهى لم تنفلت من سن المراهقة ، لم يكن لدى
إخوة ولا أخوات وربما كان هذا شئ جيد ، العالم لا يتحمل نسختين منى رغم أن هذا كان
سيساعد كثيراً فى تحسين مستوى المتعة لدارسى الطب من أصدقاء شريف .
عندما كنت فى وضع إختيار المجال الذى سأدرسه بالجامعة لم أتردد كثيراً فى
إختيار السياسة ، ربما هى فلسفة "الجنس سياسة والسياسة جنس" التى نادى
بها نجيب سرور ، وربما لأن الغطاء الأرستقراطى الذى توفره الدراسه بكلية السياسة
والإقتصاد تجعلنى أبدو كفتاة راقية أمام نفسى وأنا أغتسل بعد ليلة طويلة من الجنس
مقابل المال مع رجال لم أعد أهتم بهوياتهم أو إنتماءاتهم الوطنية ، كنت أدرك دوماً
أنهم قادمون من حيث يأتى المال الذى أصبح فى مقدمة إهتماماتى ، إنطلقت خارج دائرة
شريف الضيقة وتحررت من إستغلاله الذى كان يستنزفنى ، كنت واثقة أنه لن يجرؤ على
إخراج الفيديو الذى يجمعنا على السرير خوفاً على سمعته ، لذالك انقطعت عن زيارته فى
الشقة والعيادة ، وأيقن هو أنى عرفت طرقاً أخرى للمتعة والمال تختلف عن طريق سريره
الذى أصبح مملاً ، فلجأت إلى أسرّة الفنادق الفارهة المتخمة بالدولارات التى كانت
منذ قليل دراهم وريالات قبل أن تتحوّل إلى العملة الموحّدة للعالم ، كنت أدرك أن
الدولار هو الأمن والأمان لذالك كنت أصر عليه ولا أقبل بسواه ، ولم أعد أهتم
بالمتعة قدر إهتمامى برصيدى فى البنك ، ودائماً كان الغطاء السياسى الإقتصادى الذى
توفره لى الدراسة الجامعية يحمينى من أى تساؤل عن الأماكن التى أتردد عليها ، فأنا
دوماً فى جلسات دراسة مع زميلاتى ودوماً لى مستقبل باهر فى "السلك
الدبلوماسى" كما كانت تردد أمى ؛ وفى "منزل زوجى" كما تعود أن يرد
عليها أبى ، لم أفكر فى المستقبل لكن فى الحاضر الذى ينتظرنى تحت أجساد الذكور .
إنهم حمقى ، عن أمى وأبى أتحدث ، نعم حمقى بكل ما تعنيه الكلمة ؛ قالها لى
الشاب الذى لم يتناول منشطات جنسية أبداً كما يدّعى ، ووافقته على الفور مؤكدةً
الحقيقة التى يمكن للأعمى أن يراها ، إنهما فقط زوج من المعتوهين الّذَين يمكن إقناعهما
أن ابنتهما التى فقدت عذريتها قبل أن تفقد ألعابها الطفولية هى ملاك خجول ، الجميع
كان يعرف أنى داعرة ، الأمر لم يعد سراً بين زملاء الدراسة وأعتقد أنه لم يعد سراً
حتى بين الجيران ، لا يمكن إخفاء الثدى العارى ، لكنى أثق أن لا أحد يجرؤ على
إخبار أبى أن ثدى ابنته عارى ، فى البدء كنت أقلق من جلسات الغيبة والنميمة التى
تحضرها أمى مع النساء ، أغلبهن كُنَّ يعرفن ما أفعله وكان هذا يُشعرنى بالخوف ؛
لكن مع الوقت عرفت أنهن داعرات الأنفس ، يتاجرن بألسنتهن عن طريق النفاق ، سيتحدثن
من وراء أمى عن ابنتها الداعرة ويتحدثن أمامها عن ابنتها ذات المستقبل الباهر
والتى تدرس فى كليّة مرموقة ، دعارتهن تمنحنى الغطاء الأمنى للدعارة ؛ إن كان
المجتمع بأكمله يفتح أقدامه ويريح ظهره للوراء ويغمض عينيه وينتشى بالجنس مع
الفساد والغيبة والرشوة والسرقة على إختلاف أشكالها ، فلا عَجَب أنى لا أشعر
بالذنب من مهنتى ، الدعارة ليست مجرد فعل شخصى ؛ إنها أسلوب المجتمع فى التمرد على
أخلاقه .
لا تتعب نفسك كثيراً فى تعقب الدافع السيكولوجى أو البيولوجى لأفعالى ،
وإلا فعليك أيضاً أن تبحث عن الأسباب التى تدفع الرجال لمضاجعتى ، هو لينين على ما
أذكر الذى قال "من حقى أن أشرب من كأس نظيف" عندما قالت له إحدى
المدافعات عن الحرية الجنسيّة : "الجنس كالماء والهواء" ؛ اسأل نفسك
لماذا يصر هؤلاء على تعاطى الماء من كأس ملوث بالسائل المنوى لرجال آخرين ، أنا
لست كأس نظيف ولن تفيدنى العطور الفرنسية ولا الأزياء الإيطالية ، لكنهم يدفعون
الكثير ليتذوقوا طعمى الملوث ويسمعوا آهاتى المزيفة ، عندما ترانى على السرير
تُدرك أن العلاقة بأكملها علاقة غير نظيفة ، لكن أنا فقط داعرة بينما هذا الذى
يمتطينى رجل شريف سيعود إلى عمله وربما أراه على الشاشات يتحدث عن الأزمات
السياسية وإنعكاساتها على الإقتصاد ، وإنعكاس الإقتصاد على أخلاق المجتمع ،
بالمناسبة هل تُدرك كيف يؤثر الإقتصاد على أخلاق المجتمع ؟
إنّه منحنى جيبى ؛ عندما يكون المجتمع منهار إقتصادياً تنهار بالتبعية
الأخلاق المجتمعية ويستشرى الفساد والنهب والدعارة ، وعندما يكون المجتمع فى حالة
إقتصادية جيدة والهرم الطبقى فى حالة صحيّة تبدأ أخلاق المجتمع فى التعافى ، لكن
إذا زادت حالة الترف إلى ما فوق المنطقى تبدأ أخلاق المجتمع فى التحلل من جديد
مثلما حدث فى روما القديمة التى تحولت إلى مستنقع وحل أخلاقى كبير عندما إنتشرت
الرفاهية المفرطة .
وفى الوَطَن ؛ نعيش حالة تشبه الإنهيار الإقتصادى وتتظاهر بأنها ليست كذالك
، الأخلاق منهارة لكنها تتماسك ظاهرياً ، ربما ليس هناك إنهيار ظاهرى لكن هناك كبت
جنسى وهناك إفتقاد للحريّة ، عندما فقد المجتمع حريته اقتنع أنه لم يعد هناك ما
يبكى عليه فبدأ يفقد أخلاقه تدريجياً .
ها أنا ذا الداعرة التى تتحدث عن الأخلاق والإقتصاد والتحلل المجتمعى ؛ ألا
يبدو لك الأمر غريباً ؟ ، لكن إن كان لصوص الوطن يتولون أمر الأمانة فيه فلا تعجب
من داعرة تتحدث عن الأخلاق ، كان يعجبنى الفيلسوف الألمانى فريدريك نيتشه رغم
عنصريته تجاه المرأة ؛ "عندما تزورة امرأة فلا تنسى أن تصطحب معك عصا" ؛
هكذا قال نيتشه ونسى أن يصطحب معه العصا ليجربها مع حبيبته التى رفضته وأذلته حتى
اضطر أن يقبل الأرض بين قدميها ، وربما إصابته بالجنون فى النهاية كانت متأثرة
بالرفض الذى لطالما لاقاه بسبب نظرات عينه الحادة والمخيفة التى لم تكن تعجب
النساء ، لو كان هنا لكافأته بليلة يستحقها ، لكنه اختار بيوت الدعارة الألمانية
التى أصابته بالأمراض الجنسية وعانى منها طيلة حياته ، مسكين يا نيتشه فيلسوف
القوّة الذى مات مجنوناً ضعيفاً .
ويعجبنى أينشتين أيضاً ؛ رغم أنى بذلت كل ما بوسعى كى أفهم نظرياته للنسبية
فأخفقت ، وعن النسبية يمكن القول أن هناك أشياء تقبل النسبية وأشياء لا تقبلها ؛
لكن الدعارة تقبلها وهو ما لا يعرفه أغلب الناس ، هناك داعرة وآخر أكثر دعارة
وأخرى أقل وهكذا ، وبتطبيق النسبية على الدعارة يمكن أن ندرك الحقيقة ؛ كلنا
داعرون لكن بنسب متفاوتة ، أنا أبيع جسدى وآخر يبيع مبادئه وثالث يبيع كلماته ؛
إنها الدعارة بأشكالها المختلفة ، وعندما وجدت هذا الوزير السابق يلقى بملابسه
جانباً لكى يتفرّغ لجسدى أدركت أنى فى حضرة زميل المهنة ، وأخبرنى بعد أن فقد
قدراته العقلية مع الفودكا والجنس أنه كوّن ثروة لا تدركها الأبصار بطريق العمولات
فى الصفقات الدولية ، إنّه أكثر منى دعارةً لاشك ، لكن الشَرَف لا يقبل النسبيّة ،
إما أن تكون شريفاً أو داعراً ؛ فإن لم تكن شريفاً فقد إنغمست فى الجانب الآخر
بدرجة معينة وتُزال عنك صفة الشرف ، هل قال أينشتين هذا ؟ لا لم يقُل لأنه كان
مشغولاً بالفضاءات والكواكب والجاذبية وإنحراف الضوء ، كان يجب عليه أن يدرك ما
يفيد البشرية أكثر ، ولا أكثر إفادةً من دراسة العَمَل الأكثر إنتشاراً على
الإطلاق ؛ الدعارة .
صدقنى إنّهُ أكثر من مجرد جِنس ؛ هو عمل منظم له خلفيات ثقافية وتاريخيّة
وله علاقة بتطور الجنس البشرى والتطور السيكولوجى للنفس البشرية ، هل تعلم أن
العالم الثالث فقط هو الذى يقتصر العمل بالدعارة فيه على النساء ؟ ؛ فى المكسيك مثلاً
توجد بيوت دعارة ذكورية تذهب إليها النساء لممارسة الجنس ودفع المال مقابل ذالك ،
وفى بعض المدن اليابانية يمكنك أن تطلب الجنس ديليفرى عبر الهاتف فيصلك إلى باب غرفة الفندق فتاة أو شاب حسب
جنسك ، تمارس الجنس وتدفع فى المقابل ، وتأكد تماماً أنك لن تُصاب بأى مرض جنسى
ولن تخضع لسلطة القانون لأن الدعارة هناك مرخصة والعاملون بها يدفعون الضرائب
للدولة ويخضعون للرقابة الصحيّه للوقاية من الأمراض ، وعلى مدار التاريخ لم توجد
أبداً دولة بلا معابد وبلا دعارة ، لكنها فى الدول الأكثر همجيّة ارتبطت
بالأمراض الجنسية وإنتشار الأوبئه ، ورغم أنها كانت دوماً عادة مرفوضة إلا أنها
أبداً لم تندثر ، لو اندثر الجنس ستنتهى الدعارة وسينقرض الجنس البشرى بعدها بقليل
، أنا مؤمنة بشدّة أن الدعارة هى قطط المجتمع الضالة التى تحمى البيئة من خطر
الإنفجار بالتلوث ومع ذالك تتعرض للملاحقه ، هل تعلم أنه فى عصر السيد المسيح كان هذا العمل منتشراً على نطاق واسع ، وعندما أرسل الله نبيّا إلى العرب كانت هناك دعارة ، والآن
فى القدس توجد بيوت للدعارة تماماً كما فى مكة المكرمة وفى باريس ولندن والمدن
التى تقدسها الطوائف الدينية بالهند .
أرأيت ؟ يرتمى الكثيرون بين أفخاذ العاهرات لكن من منهم يدرك تاريخ هذة
المهنة أو حاضرها أو يهتم بمستقبلها ؟ ؛ وحتى بين المشتغلين والمشتغلات بهذا العمل
لا توجد إلا قلة قليلة جداً تهتم بما وراء السرير ، أنا واحدة من هؤلاء ، كانت أمى
تحب الطهو كثيراً وتهتم بالقراءة عن الأطعمة الإيطالية والفرنسية ، وكانت تؤمن ـ
وتدفعنى لأن أؤمن ـ أنه من لا يدرك ما يأكله فهو لا يستحقه ، لذالك كانت تضع
أمامنا أو أمام الضيوف الطعام وهى تتلو عليهم المختصر المفيد فى تاريخ هذا الصنف
وأول مرة أُعد فيها والملك الفرنسى الذى كان يحب تناوله وغير ذالك ، وكُنت أصر على
تسمية الأوضاع الجنسية بأسمائها وجعل العَميل ينطقها بشكل صحيح ، ربما هى محاولة
منى لإضفاء الطابع المهنى على الجِنس ، وربما هو خلق مجال للإستفادة من الثقافة التى
حصلت عليها ، ولا مجال لى إلا على السرير ، ويمكننى أيضاً أن أحدثك عن تاريخ
السرير ؛ ومن أوائل الشعوب التى عرفت السرير المرتفع عن الأرض هو شعب مصر القديم ،
وكان يتخذ وسادة من الخشب المغطى بالقماش ، وكانوا يهتمون بالجنس ولا يخجلون منه
وأولوه إهتماماً كبيراَ حتى كان أحد
آلهتهم مخصصاً للجنس وصوروه بتمثال له عضو ذكرى كبير جداً ، وفى معبد هذا الإله
كانت هناك الراهبات الداعرات اللاتى كُن يساعدن فى التفريغ الجنسى للإله ، وبالطبع
كان الإله يتجسد فى شخص الملك الفرعونى كى يضاجعهن ، وفى أغلب معابد الآلهة الذكور
كانت هناك وصيفات وراهبات وكاهنات يتخصصن فى الجنس ويكرسن حياتهن له ، ربما لو كنت
هناك لأصبحت الآن كبيرة الكهنة ؛ ربما ؛ لكنّى هنا وأتلقى على هاتفى مكالمات من
الأثرياء للإلتقاء بهم فى أماكن آمنة ، مستقبلاً سأنقل مكان عملى إلى دولة شقيقة
حيث يمكننى أن أعمل فى القصور لا فى الفنادق ، فقط على أن أنتهى من الدراسة
الجامعية لأقنع أبى أن "عقد العمل" هذا لا يُعوَّض وسيضمن مستقبلى المهنى ولن أكون كاذبة
، السفر إلى هناك سيضمن مستقبلى المهنى .
لا شئ سيوقفنى ؛ هذة هى الحقيقة الكَونية الوحيدة التى أُدركها ، لا شئ سيوقفنى ولا حتى التَوبة ، أحياناً أُفكر أنى فقط أنفذ إرادة الله ، ولكن هذا يجرّنى إلى مناقشة ذاتية حول الجبرية والقدرية والمرجئة ، وليس عندى الطاقة الكافية لهذا النقاش العقيم الذى أُزهقت فيه عشرات الآلاف من الأرواح ، لكن أيضاً ما الذى يدعونى للتوقف ، وماذا فى الوطن سيقف إن أنا توقفت ، وماذا فى الوطن سيكون أفضل ، لاشئ ! ؛ كلنا على الهامش ، أنا وأنت وأيامنا وليالينا وخمرنا التى لا تُسكر ولا تغنى من وجع ، كُن داعراً أو ابحث لك عن وطن بديل ؛ هذة هى المعادلة .
***
عمر أبوالنصر
استاذ ومعلم
ردحذف