الثلاثاء، 29 مايو 2012

يعنى إيه كوجيتو ؟

كوچيتو Cogito كلمه لاتينية معناها " أنا أفكر " لكنها إختصار لجملة  : " أنا أفكر إذاَ أنا موجود Cogito ergo sum ".


 الفيلسوف الفرنسى رينية ديكارت توصل لهذة الحقيقه عندما شك فى كل شئ و وجد أن الشئ الوحيد الذى لا يمكن أن يشك به هو " التفكير " حيث إنه يفكر عندما يشك إذاً هو موجود بالضروره عندما بيفكر.


إذاً كلمة كوجيتو إختصار لجملة "أنا أفكر إذاً أنا موجود" .

السبت، 19 مايو 2012

طعم الفراولة



أحيانا تتداخل مشاعرك وتحس بطعم غريب فى عقلك ، شعورك بالحياة يتلاشى ليحل محله الشعور بالجنون ، بين شفتيك تذوب شفاه تتخيلها ، لم أتعود أن أكتب رومانسيات ، ولن أتعود ، وما أكتبه الآن ليس رومانسى ، أنا أعبر عن حالة الرغبة فى الشئ المستحيل الذى لا أعرفة ولا أريد الوصول إليه ، فقط أريد أن أستمر فى رغبتى فى الوصول إليه .


أقطع جزءاً من أحلامك وضعه بين شفتيك ، وتذوقة بإحساسك ، وتذوق طعم الفراولة ، طعم حالتك النفسية ، إقتحم جنونك وأعتقله فى هذا الطعم ، لتشعر بطعم الفراولة بالجنون ، إن شعرت أن النكهة ليست مثالية ، لا تقلق ، فقط أضف إليها بعض الحياة ، واستمتع بطعم فراولة الحياة المطعمة بالجنون .

الأحد، 6 مايو 2012

الجنة بين الحس والشعور


الجنة فى الإعتقاد الإسلامى هى المكان الطبيعى الذى يذهب إليه الصالحون فى الدنيا عند إنتقالهم لمرحلة ما بعد الموت أو الفناء الجسدى الغير مرتبط بالفناء الحقيقى ، الذى هو فى الشريعة الإسلامية ظاهرة غير موجودة والجنة بهذا المعنى هى مرحلة من مراحل الحياة بالنسبة للمسلمين الصالحين الذين تتوافق أعمالهم فى الدنيا مع مبادئ الشريعة الإسلامية .
ولكن الوصف الدقيق للجنة لم يتلق أى إجماع ممكن من قبل علماء الدين الإسلامى ، نظرا لتعذر الحصول على هذا الوصف من مصادر الشريعة الأساسية التى هى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، وبوضع هذة النقطة فى الإعتبار ؛ ونضيف عليها حقيقة أن الإسلام يصنف كدين يحض على الحرية العقلية ويدعو أتباعه إلى استخدام العقل ، الذى هو الميزة الفارقة بينهم وبين الكائنات الغير بشرية والجمادات .
وهو مانطقت به صراحة الكثير من الآيات القرآنية التى تحض على التفكر والتدبر فى خلق الله ، والجنة لأنها جزء من خلق الله هى مجال خصب لإعمال العقل من أجل التوصل إلى ماهيتها التى هى بالتأكيد لن يصل إليها أى بشرى بوجه قطعى وما التوصيفات إلا إحتمالات قد تصيب وربما تخطىء ، ومعيار الصواب والخطأ هو بالتأكيد الموافقة للعقل البشرى الذى هو مطابق فى كيفية عمله لتوجيهات الدين الإسلامى .
وبالبدء ننوه إلى نقطه أنا أعتبرها شديدة الأهمية بحيث لا يمكن إغفالها ، أن ما ورد من آيات قرآنية فى وصف الجنة بإحتوائها على حور عين ومتع حسية أخرى لا يمكن إعتبارها آيات محكمات تنضوى تحت لواء أم الكتاب وإنما هى مما يمكن تصنيفه كمتشابهات ، وذالك فى إطار الآية القرآنية التى تقسم آى القرآن إلى محكم يجب الأخذ به بشكل قطعى وأخر متشابهات ، والآيات التى تدعو للتفكر هى آيات محكمات ، إذا فنحن أمام موقف هام ، آيات متشابهات تصف الجنة وأخر محكمات تدعو لإعمال العقل ، إذاً فمن البديهى أن نعمل على إعمال المحكم للتوصل إلى ماهية المتشابه أى إستخدام العقل للتفكر فى ماهية الجنة .
وهذه نقطة شديدة الأهمية لكى نعمل فكريا دون شعور بالولوج فى ماحرم الله ولكى نزيح عن ضمائرنا الشبهة التى لطالما رددها بعض مدعيي العلم الدينى من أن التفكير فى أسس الشريعة هو حرام شرعاً أو قد يؤدى إلى الردة عن الدين ، فإن كان التفكير يؤدى إلى الردة فكيف اسلم إذاً أعظم المفكرين فى العالم بعد تفكرهم فى الإسلام ، وكيف يصبح الدين الإسلامى الذى هو دين عقلى يدعو إلى إعمال العقل كيف يدعو إتباعة إلى الإتباع الأعمى ويحذرهم من التفكير فى مبادئ الشريعة ، والإدعاء بأن المسلم يجب أن يوقف تفكيره عند التوصل لمراحل فكرية معينة لهو الكذب الصراح والغباء الأعمى والرجعية الحمقاء .
وننتهى من هذه الفكرة لنخلص منها إلى موضوعنا الأساسى وهو الجنة ؛ هذه الكلمة الغير معرفة بدقة فى قواميسنا العقلية إلا بمجموعة من الأوصاف الروحانية التى لا تسعفنا كثيراً أو قليلاً عند محاولة تحويلها إلى تخيل واقعى يمكن تصورة من قبل أى إنسان طبيعى بمجرد وصفه  ، وهذا الوصف فى جل ما وصلت إليه كتب التراث الإسلامى هو وصفة بإستحالة الوصف الدقيق ، مالاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وقد نتوقف عند هذه الكلمات قليلاً ناظرين لإيحاءاتها  ، وقد نتوقف عندها كثيراً محاولين التوصل إلى مدلولات هذه الإيحاءات ، فكيف لا يمكن تصورها بالعقل البشرى المجرد إن كانت آيات قرآنية كريمة قد قربت إلينا الوصف عن طريق سرد بعض ما فى الجنة من متع حسية مثل الحور العين والأطعمة الشهية !
وبداية التفكير المتجه للحقيقة هى من هذه الكلمة الصغيرة ذات أعظم المدلولات ، "قربت" ، فالوصف الإلهى هو تقريب للمواصفات لكى يوفر للبشر السبل اللازمة للتعلق القلبى بالجنة والرغبة فى الوصول إليها ، ولكنه يبقى تقريباً ، وإن علمنا أن العلم الحديث لم يتطور تطوراً سريعاً إلا فى القرون الخمس الأخيرة ، أى بعد الوصف القرآنى بمئات السنين ، فمعظم الإكتشافات العقلية والنظريات الفكرية والتفكير العلمى الممنهج المنظم لم تكن متاحة للبشر الذين نزل إليهم القرآن مخاطباً ، فالذات الإلهية (عز وجل ) المدرك المحيط بكل خبايا البشر وأفكارهم لا تستوى قدرته وحكمته أن ينزل قرآناً إلى بشر لم يصلوا بعد إلى الأسلوب التفكيرى العلمى المعقد ولم يتحولوا إلى مذاهب فكرية أو تيارات عقلية متخصصة فى فنون التفكير ، لا يمكن أن ينزل إليهم قرآناً يسوق إليهم حقائق أو صفات قد لا تصل إليهم بشكلها المرغوب ، فالله الحكيم عندما يسرد صفات الجنة فإنه يضعها فى الإطار الذى يمكن تقبله بواسطة قوم عرب تتجلى المتعه الروحية عندهم فى الصلاة والنظر إلى وجه الله الكريم وتتجلى المتعة الحسية عندهم فى الملذات الجسدية كالجنس أو الطعام ، أى بمعنى آخر أن الله الحكيم يقرب الصورة إلى المتلقين بما يناسب عقولهم ويتفق مع الواقع ، وهذا يتطابق مع صفات الله الواجبة له من حيث الحكمة والقدرة ، فمثلاً الله العلى لم يذكر فى القرآن أى أرقام أكبر من الألف ومضاعفاتها ، مائة ألف وعشرون ألفاً ، رغم أن الله المحيط مدرك بالضرورة لوجود أرقام كالمليون أو المليار ، ولكن الله الحكيم مدرك أن جل ما وصل إليه العرب فى الحساب فى هذا الوقت هو الألف ومضاعفاتها فقرب الصورة إلى الأذهان العربية المتلقية للكتاب المحكم بما يتفق مع الحكمة والمقدرة الإلهية ولذا عندما حدد الله قدر ليلة القدر بألف شهر فهذا ينطبق تحت نفس القاعدى ، فالألف هى قمة ما وصل إلية العرب وأى رقم آخر هو من المضاعفات .
ولا أحسب أن وصف الجنة بإحتوائها على متع حسية من حور عين وغيرها وأطعمة وسواها إلا من باب تقريب صور المتعه الحسية والروحية إلى العقل البشرى الطبيعى الذى تتجلى عنده المتع الحسية والروحية فى أطر معينة ، فيجب أن ندرك أن ما أعده الله لعباده من نعيم فى الجنة هو النعيم المطلق ، أى الغير مقيد بمسببات ، ففى الحياة الدنيا تقاس المتعة بمقدار جودة المسبب للمتعة أى  مثلاً يقاس مدى إستمتاعك بالطعام بمدى جودة مذاق هذا الطعام ، ولكن فى الجنة لا داعى للمسببات ، فأنت تحصل على المتعة المطلقة بمجرد تجلى المشيئة الإلهية فيها أى بلا مسببات ، وإن علمنا أن المتع الحسية جميعها هى متكاملة سوياً لتجسد معاً صورة المتعة الحسية الواحدة العظيمة ، فهذه المتعة الحسية الواحدة العظيمة هى بالضبط ما تحصل علية فى الجنة بلا مسببات وإنما بأمر إلهى مطلق ، وقد يتبادر إلى الذهن أن الإله القادر فى هذه الدنيا يعمل على تسبيب الأسباب لحدوث المقدرات ، ولكن يجب أن نعى أن هذا لا ينطبق على التصرفات الإلهية التى تتخطى حاجز عالمنا المحسوس ، فالله عندما يريد شىء إنما يقول له كن فيكون ، أى بلا مسببات ، وإنما أوجد المسببات فى الدنيا كى تتوافق مع عقولنا القاصرة التى  لا تتكيف مع تنفيذ المقدرات بلا سوابق منطقية ، فالله فى الدنيا يمنحك طعاماً لكى تحس بالمتعة الحسية من الطعام ، لكن فى الجنة الله القادر يتجاوز عن المسببات لكى تنطلق متعنا الحسية فنحصل على متعة الطعام الحسية بصورة أعلى بدون أن نضطر إلى اللجوء للمسبب .
وهذا ينطبق أيضاً على باقى المتع الحسية كالجنس ، وأيضاً على الشقاء فى النار ، فالعصاة ينالون الشقاء الدائم دون حاجة لمسببات هذا الشقاء ، فالله القادر فى الدنيا قد يسوق عليك شخص ما ليؤلمك جسدياً ( مسبب ) فتحس بالعذاب الجسدى ، ولكن فى الآخرة يتجاوز عن المسببات فتحصل على العذاب فى صورة أعلى وأكثر تجريداً دون مسبب ، فالله يتجاوز عن المسببات فى مابعد حياتنا الدنيا ، والخلاصة أن التوصيفات الإلهية للجنة هى تقريب للعقل البشرى المتلقى للقرآن بحيث تحصيل على التصديق من هذا العقل الذى لا يؤمن إلا بالمسببات وراء الأسباب .              

الجمعة، 4 مايو 2012

جمهورية مصر المهلبية !!


 
فى مصر نعشق دائما المهاترات الكلامية وتصنيف الإتجاهات السياسية إلى يمين ويسار ووسط ومعتدلين وليبراليين ، وكأن مصر تلك الدولة التى لم تعرف طيلة تاريخها نظام حكم معتدل إلا سنوات قليلة فى بعض العصور ، كأن هذه الدولة المنكوبة بها مثل هذه الإتجاهات ، أفيقوا من وهم التعددية السياسية ، لا يوجد فى السياسة المصرية سوى المهلبية ، وفقط المهلبية ، دوماً كنا نتداول أن اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى ، ليست مجرد حكاية فهو بالفعل كان حلوانى لكن حلوانى عشوائيات ، حلوانى غير محترف من النوع الذى يخلط المكونات عشوائيا ببعضها البعض منتظراً أن تخرج بطعم ممتاز فلايخرج من هذا الخلط الغير محترف إلا الطعم المر  للوطن الذى نتذوقه كل يوم ، دولة المهلبية لم يحكمها طيلة تاريخها الذى يمتد لما فوق السبعة آلاف عام أى حاكم منتخب بطريقة شرعية من قبل الشعب إن إستثنينا محمد على باشا إختياره من قبل النخبة المثقفة فى حينها ، حكمها الفراعنة بشرعية التوريث وحكمها الخلفاء العباسيين والأمويين بشرعية الخلافة وحكمها المماليك بشرعية السيف وتوالى الحكم الغير قانونى حتى وصلنا لحكم إنقلاب 1952 بشرعية الغباء ، حيث تم إستغلال غباء الشعب بشكل صفيق وإستمداد الشرعية منه وإقناع الشعب المغلوب على عقله بأن ما حدث من إنقلاب الجيش على الملك هو ثورة ، وما هو من الثورة بشئ ، ثم حاول الحكام المهلبيين الغير شرعيين من بعد الإنقلاب القيام بترسيخ ثقافة الحلوانى ، خلط المكونات جميعها بالمعتقل ، حتى أصبحت المعتقلات مليئة بالجميع ، إخوان وسلفيين وشيوعيين وأى شخص يحاول مجرد محاولة أن يقحم نفسة من قريب أو بعيد بالسياسة ، حتى اصبحت كلمة سياسة نفسها توحى بالمعتقلات والتعذيب ، وترسخت ثقافة الحلوانى فى التعليم فاختلطت الأمور ولم يعد هناك صفة معينة تطلق على التعليم ، فقال عنه البعض أنه تعليم مجانى ، وبالبحث والتقصى وجد أنه ليس تعليم وليس مجانى ، وقال عنه البعض أنه كالماء والهواء ، بالطبع إن أعتبرنا أنه هواء مكيف يتم شراؤة من قبل القادرين فقط وماء معدنى يباع فى السوبر ماركت ، أفيقوا يا أيها المصريين ، لا يوجد نظام لأى شئ فى مصر ، الحلوانى الذى بنى الدولة كان فاشلاً بما يكفى بحيث لم يستطع إلا أن ينتج صنف واحد من الحلويات ، المهلبية ، فلنعلنها عالية تهز العالم ، جمهورية مصر المهلبية .


للتواصل مع الكاتب ==>> إضــغــط هــنــا 

للإشتراك فى المدونة عبر الإيميل ==>> إضــغــط هــنــا