عراف القرية

في أقصى أقصى قريتنا
يوجد عراف مجذوب
تنساج أساطير حوله
فيقال "هوى فهوى فهوى" وانجذب لأنثى جنية
وانماس بدين المحبوب
ويقال غريبٌ مكسور
ويقال وليٌ لله
أخبرني عراف القرية
أنى سأموت بأشواقى

أخبرنى أن حماقاتى

ستسطر قصصاً مروية

والوهم الأسود فى عينى

لا يتبع أعين إنسية

والذهب الشارد فى ذهنى

سيذاب ... ويدمج فى ساقى

والصوت الصادر من قلبى

سيذوب ويصبح أبخرة

ويُكثَفُ كى يصبح صوتى

مبخرة فى كف الراقى

وستسرق منى أوراقى

وتباع مزاداً علنياً

أخبرنى عراف القرية

أنى مذبوح شعرياً

وبرجفة صوت تؤلمنى

قال العراف إذا يحكى

إذهب لا تسمع أشياءاً

ستدوم عميقاً فى ذهنى

قد تسمع قولاً مرتاباً

أو تحسب قولى كذاباً

أو تبقى عمرك تكرهنى

إذهب يا طفلاً فى المهد

شيطانى صار يوجهنى

فأجبت بقول متعجل

إنى فى طيشى لا أخجل

إنطق يا من يعرف قدرى

عبثاً أقدارى تتحول

أخبرنى عراف القرية

ان الأشواق ستحملنى

لبلاد تكره أشعارى

ودوار العشق سيعصرنى

وتدور الدورة فى دارى

وسيثقب قلبى من روحى

حتى يتسع لأفكارى

وسيصبح قتلى معجزة

تحكيها أحجار جدارِ

وسيأخذ ثأرى أقوام

يدفعهم فى قتلى عارى

لكن بالموت ورهبتة

سأصالح من جسد عارى

وسأدفن فى قبرى حياً

وسأخرج من قبرى حياً

وسألقى ناراً فى قلبى

تجعلنى نسياً منسياً

والله سيغفر أخطائى

وأعود لخطأى عفوياً

وسأعشق عشقاً صوفياً

وسأبكى أملاً أو يأساً

وسيحرق شعرى أوردتى

وسأحيا أكرهنى جداً

والموت سيطلبنى حداً

وسيقطع رأسى تنفيذاً

بأوامرها كيلا أحزن

.....

قصيدة " دفق "

أكتب أشعاراً تقتلنى

وتزج الموت بشريانى

وتشد الحزن لأوردتى

وتحنى الورد بأحزانى

وتمزق قلبى أجزاءاً

وتبيضها كالأكفان

أكتب أشعاراً موحشة

أسودها أجمل ألوانى

يا رب الكون أنا بشر

والبشر ضعيف .. وأنانى

إن تغفر .. ترحم أو تأبى

شيطانى يقتل شيطانى

غابات الحزن بها نهر

من دمع حر إنسانى

شلال من خوف صافى

إن يذكر اسمى .. ينسانى

ويعانق جسدى مضطراً

وينافقنى حين يرانى

ويشاهدنى أشرب ألمى

أو أغمر همى بحنانى

فيقول بأنى مجنون

لا يعرفنى .. لا يرضانى

خفف عن عقلك يا رجلاً

أعياه الجهل وأعيانى

هاذى الآلام إذا تعرف

أهواها .. أيضاً تهوانى

آلامى صحبى ورفيقى

وصديقى دمع الأجفان

والله إذا يقدر .. يغفر

والعبد القادر .. حيوانى

والعبد إذا يقدر يفجر

والحزن القادر جافانى

هات النزوات وقبلنى

وانتظر الشر بهيجانى

وارفعنى ناراً فى علم

وامنحنى عمراً لا فانى

وسأخلق كوناً مجنوناً

وسأبدأ فى كون ثانى

....